دراسة الأنثروبولوجيا واتجاهاتها المعاصرة

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <div> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiJveQ4nWNORYSBJLBkWUwc1pVtiUHmR3JnUGm70j_QG1Dke1XbUruHLYxkYcC6fwsUz-geLPrHZRlLxlO885Wgl1th-wUgoQMYi-lLzQzWXkdlZzCVAfjA4lrjTzwhbRymKUYTJsVql_Q/s1600/modern.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="266" data-original-width="400" height="212" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiJveQ4nWNORYSBJLBkWUwc1pVtiUHmR3JnUGm70j_QG1Dke1XbUruHLYxkYcC6fwsUz-geLPrHZRlLxlO885Wgl1th-wUgoQMYi-lLzQzWXkdlZzCVAfjA4lrjTzwhbRymKUYTJsVql_Q/s320/modern.jpg" width="320" /></a>مبروك بوطقوقة</div> <div> <br /></div> <div> <br /></div> <div> مقــدّمـة</div> <div> لم تعرف الأنثروبولوجيا قبل النصف الثاني من القرن العشرين، تقسيمات وفروعاً، إذ كانت تتمّ لأغراض خاصة بالباحث أو من يكلّفه، كدراسة حياة بعض المجتمعات أو مكوناتها الثقافية .‏</div> <div> ومع انطلاقتها في الستينات والسبعينات من القرن العشرين، حيث أخذت تتبلور مبادئها وأهدافها، كانت ثمّة محاولات جادّة لتوصيفها كعلم خاص، وبالتالي وضع تقسيمات لها وفروع من أجل تحقيق المنهجية التطبيقية من جهة، والشمولية البحثية التكاملية من جهة أخرى. فظهرت نتيجة ذلك تصنيفات متعدّدة، استند بعضها إلى طبيعة الدراسة ومنطلقاتها، بينما استند بعضها الآخر إلى أهدافها .‏</div> <div> فقد قسّمها / رالف بدنجتون/ في كتابه ” مقدّمة في الأنثربولوجيا الاجتماعية ” الصادر عام 1960 ،إلى قسمين أساسيين : (الأنثربولوجيا العضوية أو الطبيعية، والأنثروبولوجيا الثقافية ).‏</div> <div> أمّا / بارنو / فقد قسّمها في كتابه ” الأنثروبولوجيا الثقافية ” الصادر عام 1972، إلى ثلاثة أقسام، هي : (الأنثروبولوجيا التطبيقية، الأنثربولوجيا النفسية أو الثقافة والشخصية، الأنثروبولوجيا الاجتماعية ).‏</div> <div> وإذا اعتبرنا أنّ الانثروبولوجيا التطبيقية، هي أقرب إلى المنهج البحثي وليست فرعاً من علم الأنثروبولوجيا، ومن ثمّ قمنا بعملية توليف بين الأقسام الأخرى في التصنيفين السابقين، أمكننا الوصول إلى التصنيف التالي الذي يضمّ أربعة فروع (أقسام) رئيسة تشمل الجوانب المتعلّقة بالإنسان / الفرد والمجتمع/، وهي : (الأنثروبولوجيا العضوية / الطبيعية ، الأنثربولوجيا النفسيّة، الأنثروبوبوجيا الثقافية، الأنثروبولوجيا الاجتماعية ). وسنتعرّف فيما يلي كلّ فرع من هذه الفروع .‏</div> <div> أولاً-البدايات الأولى لدراسة الأنثروبولوجيا :‏</div> <div> شهد القرن العشرين مراحل تكوين الأنثروبولوجيا وتطويرها، لتصبح كياناً أكاديمياً ومهنة متخصّصة عند كثير من العلماء والفلاسفة والباحثين. فعلى الرغم من أنّ الفكر الأنثروبولوجي قد ظلّ خلال العقدين الأوليين من القرن العشرين، متأثّراً إلى حدّ بعيد، بالنظريات التي سادت وتبلورت في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر، فإنّه سرعان ما تغيّر وتحوّل إلى منطلقات جديدة، نتج عنها اتّجاهات متعدّدة إزاء دراسة الإنسان وحضارته، سواء ما كان منها نظرياً أو منهجيّاً (فهيم، 1986، ص 149)‏</div> <div> إنّ الاتجاه العلمي الذي نشط في القرن التاسع عشر، وتبلور في مجالات متعدّدة، دفع العقل الإنساني إلى نبذ الفكر الفلسفي الذي كان يتحفّظ على قدرة العقل الإنساني في التوصّل إلى الحقيقة المطلقة. وهذا ما نتج عنه قيم فكرية جديدة تدعو إلى النظر إلى العقل والمنطق المحسوس، والواقع الملموس كأدوات للمعرفة، كما تدعو إلى التفاؤل بمستقبل الإنسانية .‏</div> <div> إلاّ أن أحداث الحرب العالمية الأولى ونتائجها السلبية على المجتمع الإنساني، بدّدت هذا التفاؤل، وأحلّت محلّه النظرة التشاؤمية. وهذا ما بدا في نظرة الفلاسفة إلى مشكلات الإنسان في هذا القرن (القرن العشرين )، إلى حدّ اعتقاد بعضهم أنّ المستقبل صعب ومظلم مع ظهور النازية في ألمانيا، والفاشية في إيطاليا. وبلغ هذا الاتّجاه ذروته فيما عرف بالحركة( الوجودية) التي شاعت في فرنسا، وعلى رأسها/ جان بول سارتر/ الذي عاش ما بين (1905- 1980)‏</div> <div> وبرز مقابل هذا الاتجاه التشاؤمي، اتجاه آخر اتّصف بالتفاؤل، كان من أبرز رواّده في أمريكا الفيلسوف التربوي / جون ديوي / الذي عاش ما بين (1859-1952). فقد أصدر كتابه الشهير ” إعادة البناء في الفلسفة ” وتبنّى فيه موقفاً صريحاً مناهضاً للفلسفة الميتافيزيقية .‏</div> <div> ودعا فيه إلى ضرورة الاهتمام بالبحث عن القوى المعنوية التي تحرّك مناشط الإنسان، لاعتقاد/ ديوي/ أنّ لدى هذا الإنسان الكثير من الإمكانات والقدرات التي يمكنه بواسطتها الخروج من أزمته الراهنة .. كما تساعده في مشكلاته الحياتية المتزايدة، دون اللجوء إلى قوى خارجة عن نطاق الطبيعة .‏</div> <div> وكان للدين أيضاً تأثيراته في تشكيل الفكر الأنثروبولوجي في العقود الأولى من القرن العشرين، ولا سيّما على النظم الاجتماعية. إلاّ أنّ ذلك التأثير تضاءل أمام تعاظم التيارات التحرّرية وما رافقها من إنجازات علمية هائلة، الأمر الذي حدا بالكنيسة في بداية النصف الثاني من القرن العشرين، إلى تقبّل فكرة الحوار وحرية المناقشة في الأمور الدينية والدنيوية .. بعيداً عن الأساليب القمعية التقليدية .(Burns,1973,p.892)‏</div> <div> وهكذا، شكّل هذا العلم دعامة أساسيّة في ثقافة القرن العشرين عامة، وفي الفكر الأنثربولوجي خاصة، حيث كان وثيق الصلة بالفكر الاجتماعي والقضايا الإنسانية التي أسهمت في تحديد موضوعات الدراسات الأنثروبولوجية، ومناهجها وأهدافها .‏</div> <div> ثانياً-الاتّجاهات المعاصرة في دراسة الأنثروبولوجيا :‏</div> <div> لاقت النظرية التطوّرية التي ظهرت في القرن التاسع عشر، انتقادات واسعة باعتبارها استندت إلى الحدس والتخمين، وتعميم الأحكام المطلقة على الثقافات الإنسانية، من دون أن تثبت صحّة ذلك بالبراهين أو القرائن العملية / الواقعية.‏</div> <div> ولذلك، بدأت تضمحلّ تدريجياً مع بداية القرن العشرين، لتحلّ محلّها أفكار نظرية جديدة لدراسة الثقافات الإنسانية، من حيث نشوؤها ومكوّناتها وتطوّرها. فكان أن ظهرت خلال الربع الثاني من القرن العشرين ثلاثة اتجاهات رئيسيّة متفاعلة فيما بينها، ركّزت في دراساتها على تناول العلوم الاجتماعية، بأسسها ومنطلقاتها وأهدافها. وهذا ما أسهم بفاعلية في إرساء دعائم علم الأنثربولوجيا المعاصر .‏</div> <div> 1-الاتّجاه التاريخي :‏</div> <div> ويقسم إلى قسمين : الاتجاه التاريخي / التجزيئي ، والاتّجاه التاريخي النفسي. وسنقدّم فيما يلي عرضاً موجزاّ لكلّ منهما .‏</div> <div> 1/1- الاتّجاه التاريخي / التجزيئي : ذكرنا أنّ الفكر التطوّري للحضارات الإنسانية، أصبح سائداً في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حيث بدأت تتبلور الدراسات الأنثروبولوجية .وظهر إلى جانبه أيضاً الاتّجاه الانتشاري الذي يعتمد على أنّ نشأة الحضارة الإنسانية كلّها ترجع إلى مصدر (مجتمع) واحد، ومنه انتشرت إلى أماكن أخرى في العالم .‏</div> <div> ويوجد الاتّجاه الانتشاري في كلّ من الأنثروبولوجيا الثقافية والأنثروبولوجيا الاجتماعية، وإن أخذ طابعاً خاصّاّ في كلّ منهما. فتطبيق الاتجاه الانتشاري في مجال الأنثروبولوجيا الثقافية، يتعلّق بجمع العناصر الثقافية، بما في ذلك من العناصر التكنولوجية والفكرية، بينما يقتصر في مجال الأنثروبولوجيا الاجتماعية، على العلاقات والنظم الاجتماعية السائدة في المجتمع، والتي تشمل بعض العناصر الثقافية، ولا تشملها كلّها .‏</div> <div> ويقوم الاتجاه هنا على مبدأ هام، وهو أنّ النظم الاجتماعية كثيراً ما تستعار أو تنقل من مكان إلى مكان آخر. وبناء على ذلك، فإنّ تشابه النظم الاجتماعية والعادات، في المجتمع الواحد أو في المجتمعات المختلفة، لا ينشأ على نحو تلقائي، وإنّما ناتج عن التشابه في الإمكانات الاجتماعية والطبيعيّة والإنسانية. (جابر، 1991، ص 85 )‏</div> <div> وعلى الرغم من ذلك، استمرّ اهتمام الباحثين باستخدام المنهج التاريخي في تفسير ظاهرة التباين بين الحضارات في المجتمعات الإنسانية. واعتمد هذا الاتّجاه على مبدأين اثنين .‏</div> <div> أولهما : أنّ الاتّصال بين الشعوب المختلفة، كان بفعل الاحتكاك الثقافي / الحضاري، المباشر وغير المباشر.‏</div> <div> وثانيهما : عملية انتشار بعض المكوّنات (الخصائص) الحضارية أو كلّها، من مصادرها الأصلية إلى المجتمعات الأخرى، سواء بالرحلات التجارية أو بالكشوف أو بالحروب والاستعمار. وهذان المبدآن متكاملان في دراسة الظواهر الثقافية، ويمكن من خلالهما تفسير التباين الحضاري بين الشعوب .‏</div> <div> وقد اعتمد هذا الاتّجاه منهجاً تاريخياً –جغرافياً، قاده الألماني /فريدريك راتزال / الذي ركّز على أهميّة الاتّصالات والعلاقات الثقافية بين الشعوب المختلفة، ودورها في نمو الحضارة الخاصة والعامة .وتبعه في ذلك تلامذته، ولا سيّما / هوينريخ شورتز/ الذي أبرز فكرة وجود علاقات حضارية بين العالم القديم (إندونيسيا وماليزيا) والعالم الجديد (أمريكا) .وكذلك /ليوفرو بينيوس / صاحب نظرية (الانتشار الحضاري) بين إندونيسيا وأفريقيا.‏</div> <div> وانطلاقاً من هذا الاتّجاه، ظهرت في أوروبا نظريتان مختلفتان حول التفسير الانتشاري لعناصر الثقافة.‏</div> <div> النظرية الأولى : هي النظرية الانتشارية التي تعتمد الأصل المركزي الواحد للثقافة / الحضارة . سادت هذه النظرية في إنكلترا، وأرجعت نشأة الحضارة الإنسانية كلّها إلى مصدر واحد، ومنه انتشرت إلى المجتمعات الإنسانية الأخرى .‏</div> <div> وكان من روّاد هذه النظرية، عالم التشريح / إليوت سميث / وتلميذه / وليم بيري / اللذان رأيا أنّ الحضارة الإنسانية، نشأت وازدهرت على ضفاف النيل في مصر القديمة، منذ حوالي خمسة آلاف سنة قبل الميلاد .‏</div> <div> وعندما توافرت الظروف المناسبة للتواصل بين الجماعات البشرية، بدأت بعض مظاهر تلك الحضارة المصرية القديمة تنتقل إلى أرجاء متعدّدة من العالم، حيث عجزت شعوبها عن التقدّم الثقافي والابتكار الحضاري، فراحت تعوّض عن ذلك العجز بالاستيراد والتقليد. (رياض، 1974، ص 127)‏</div> <div> لقد نال / إليوت سميث / شهرة كبيرة عن جدارة، نتيجة أبحاثه عن المخ ودراساته في الأنثروبولوجية القديمة Paleo-anthropology))، حيث انكبّ في إحدى فترات حياته على دراسة المخ في المومياء المصرية. وقادته أبحاثه هذه إلى الإقامة في مصر، حيث أدهشته الحضارة المصرية القديمة. وأخذ، كما فعل العديدون، يلاحظ أنّ الثقافة المصرية القديمة، تضمّ عناصر كثيرة يبدو أنّ لها ما يوازيها في ثقافات بقاع أخرى من العالم، وقلبت نظرياته الجريئة، الاعتبارات التقليدية عن الزمان والمكان. فلم يقتصر على القول بأنّ العناصر المتشابهة في حوض البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا والشرق الأدنى والهند، من أصل مصري، بل ذهب إلى أنّ العناصر المماثلة في ثقافات أندونيسيا والأمريكتين، تنبع من المصدر المصري ذاته .‏</div> <div> أمّا / وليم بيري / فقد أعطى في كتابه (أبناء الشمس) شرحا كاملاً للنظرية ” الهيليوليتية Heliolithic ” وهو الاسم الذي أطلق على / المدرسة الانتشارية / عن تاريخ الثقافة. فعنوان الكتاب، يشير إلى أحد عناصر المجمّع الثقافي الذي تزعم هذه المدرسة أنّ أصله في مصر، ومنها انتشر.. وهو الاعتقاد بأنّ الملك ابن الشمس، والعناصر الأخرى في هذا المجمّع هي : التحنيط، بناء الأهرامات، والقيمة الكبرى للذهب واللآلىء .( هرسكوفيتز، 1974، ص 210 )‏</div> <div> وتنطلق براهين / سميث وبيري / من أنّ بناء الأهرامات أيضاً من منشأ مصري، كما هي الحال في أهرامات المكسيك. وكذلك الأمر في احتفاظ الأفريقيين بعظم ساق الملك المتوفّى، لاستعماله في الطقوس الدينية نتيجة لانتشار عادة التحنيط عند المصريين.‏</div> <div> النظرية الثانية : هي النظرية الانتشارية التي تعتمد الأصل الثقافي / الحضاري، المتعدّد المراكز. وكان من دعاة هذه النظرية، فريق من العلماء الألمان والنمساويين، وفي طليعتهم / فريتز جراينور / الذي عاش في الفترة ما بين 1875-1934) و/وليم شميدت / الذي عاش في الفترة ما بين (1868-1959) .‏</div> <div> لقد رفض هذا الفريق فكرة المنشأ( المركز) الواحد للحضارة الإنسانية، لأنّ هذه الفكرة ضرب من الخيال أكثر من قربها إلى الأساس العلمي. وافترضوا وجود مراكز حضارية أساسية وعديدة ، في أماكن متفرقة في العالم. ونشأ من التقاء هذه الحضارات، بعضها مع بعض، دوائر ثقافية تفاعلت ببعض عمليات الانصهار والتشكيلات المختلفة .‏</div> <div> وكان / ويسلر / أوّل من استعمل (الدائرة الثقافية) بهذا المعنى، في بحثه عن ثقافات الهنود الأمريكيين. ولا يزال تعريفه لهذا المفهوم على الرغم من تعديله، منذ ذلك الوقت مفيدا في هذا المجال. يقول / ويسلر / : ” إذا أمكننا تجميع سكان العالم الجديد الأصليين، أي الهنود الأمريكيين، فسنحصل على دوائر متعدّدة : دوائر طعام، دوائر منسوجات، ودوائر خزف … وغيرها. وإذا أخذنا في الحسبان العناصر جميعها في وقت واحد، وحوّلنا الوحدات الاجتماعية أو القبلية، يمكننا أن نجد جماعات محدّدة المعالم، وهذا ما يعطينا الدوائر الثقافية، أو تصنيفاً للجماعات وفق عناصر ثقافتهم “. (هرسكوفيتز، 1974، ص 124 )‏</div> <div> وهذا ما يفسّر أوجه الاختلاف عن تلك الثقافات المركزية الأساسية. إلاّ أنّ أصحاب هذا الرأي لم يقدّموا الدلائل على أماكن وجود تلك المراكز، أو عمليات تتبع حركات الاتّصال فيما بينها، ودراسة النتائج المترتّبة على ذلك، بطريقة منهجيّة سليمة .( فهيم، 1986، ص160)‏</div> <div> لقد كانت وجهة نظر المدرسة (الثقافية التاريخية) الألمانية – النمساوية، أكثر عمقاً وتنميقاً .. وكانت عنايتها باختيار معايير الحكم على قيمة وقائع الاقتباس المفترضة، وإصراراها على الحيطة في استخدام مصادر المعلومات، ودقّتها في تحديد تعريفاتها، وغنى وثائقها، تتجاوب كلّها تماماً مع متطلّبات البحث العلمي الدقيق، ولهذا لاقت قبولاً واسعاً .‏</div> <div> تقوم نظرية المدرسة (الثقافية – التاريخية) في جوهرها، وكما شرحها زعيمها / وليم شميدت /، على نظرة صوفية إلى طبيعة الحياة وإلى التجربة الإنسانية. فقد نشأت هذه المدرسة ضمن إطار فكري، واستخدمت تعبيرات ومصطلحات تختلف اختلافاً جوهرياً عن النظرة العقلانية، وعن مفردات أغلب المفكّرين الأنثروبولوجيين .. ويظهر ذلك في مناقشة / شميدت /طرائق البحث في دراسة الدوائر الثقافية المختلفة، والتي تقسم إليها هذه المدرسة، أي الثقافات جميعها .، وترى أنّها انتخبت الثقافات الموجودة – اليوم – في العالم، بواسطة انتشار عناصرها .‏</div> <div> ويعترف / شميدت /، كما يعترف الأنثروبولوجيون جميعهم، بالحاجة إلى فهم (معنى الحياة البدائية) بالنسبة لمن يعيشونها. والأهمّ من ذلك، فهم معناها بالنسبة لأولئك الذين عاشوها في العصور الغابرة … ويقول / شميدت / إنّنا نعرف ذلك باللجوء إلى المبدأ السيكولوجي التعاطفي، الذي يستطيع الإنسان بواسطته أن يضع نفسه في الحالة النفسيّة للشخص الذي يرتبط معه بعلاقة ما.(هرسكوفيتز، 1974، ص213)‏</div> <div> أمّا إسهام / فريتز جرابنور/ في منهج المدرسة التاريخية – الثقافية بوجه خاص، وفي علم الأنثروبولوجيا، بوجه عام، فتمثّل في التحديد الدقيق الموضوعي لمعايير تقييم انتشار بعض العناصر الثقافية، من شعب إلى شعب آخر .‏</div> <div> فالنظام الاجتماعي والثقافة السائدان عند جماعة (مجتمع ما) لهما تأثير انتقائي، إذ يحولان دون قبول نماذج لا تنسجم البتّة مع النسق القائم. وفي الوقت نفسه، لا يمكن تجاهل أثر الاقتباس على الأنظمة الاجتماعية، حيث تتوقّف فرص الاقتباس على الاحتكاكات التي تكون وليدة المصادفات. ومثال ذلك : أن تكون الثقافة التي احتكّ بها الهنود المكسيكيون هي الثقافة الإسبانية، أمر يمكن اعتباره حدث اتفاقاً وعَرَضاً. وكذلك الحال بالنسبة لهنود الولايات المتّحدة الأمريكية، الذين كان معظم احتكاكهم بالثقافتين الإنجليزية والفرنسيّة. (لينتون، 1964، ص 354 )‏</div> <div> إنّ هذه المعايير التي يدعونها معايير الكيف والكم، هي أساسية في الدراسات التي تتناول النقل الثقافي جميعها، ومعناها بسيط جدّا ؛ فعندما يبدو للعيان تماثل بين ثقافتي جماعتين مختلفتين، فإنّ حكمنا حول احتمال اشتقاقهما من مصدر واحد، يتوقّف على عدد العناصر المتماثلة ومدى تشابكها. فكلّما ازداد عدد العناصر المتماثلة، ازداد احتمال وقوع الاقتباس .. وينطبق الأمر ذاته على مدى تداخل (تعقيد) عنصر من العناصر. ولذا يمكن استخدام القصص الشعبية، مثلاً، استخداماً مفيداً في دراسة الاحتكاك التاريخي بين الشعوب البدائية. (هرسكو فيتز، ص 213)‏</div> <div> ولم يقتصر التفسير الانتشاري على أوروبا فحسب، وإنّما امتدّ أيضاً إلى أمريكا حيث ظهرت حركة مماثلة لآراء / سميث وشميدت / من حيث نقد التفسير التطوّري للثقافة، والاتّقاق على فكرة انتشار العناصر الثقافية بطريق الاستعارة والتقليد، كأساس لتفسير التباين الثقافي / الحضاري بين الشعوب .‏</div> <div> أمّا بخصوص فكرة المراكز الحضارية (الدوائر الثقافية) فيرى أصحاب المدرسة الأمريكية، أنّ الملامح المميزّة لثقافة ما، وجدت أولاً في مركز ثقافي – جغرافي محدّد ثمّ انتقلت إلى أماكن أخرى من العالم. وهذا يعني أنّ أصحاب الاتّجاه الانتشاري في أمريكا، رفضوا آراء الأوربيين بعدم إمكانية التطوّر الحضاري المستقلّ، وأن بعض الناس بطبيعتهم غير مبتكرين أو قادرين على القيام بعملية الابتكار والتطوّر.‏</div> <div> وكان الأمريكي / فرانز بواز / الرائد الأوّل لهذا الاتّجاه التاريخي / التجزيئي، قد عارض الفكرة القائلة بوجود طبيعة واحدة وثابتة للتطوّر الثقافي. ورأى أنّ أية ثقافة من الثقافات، ليست إلاّ حصيلة نمو تاريخي معيّن. ولذلك، يتوجب على الباحث الأنثروبولوجي أن يوجّه اهتمامه نحو دراسة تاريخ العناصر المكوّنة لكلّ ثقافة على حدة، قبل الوصول إلى تعميمات بشأن الثقافة الإنسانية بكاملها. وقد أصرّ/ بواز/ على أنّه لكي تصبح الأنثربولوجيا علماً، فلا بدّ أن تعتمد في تكوين نظرياتها على المشاهدات والحقائق الملموسة، وليس على التخمينات أو الفرضيات الحدسيّة .‏</div> <div> ومن هذا المنطلق، استخدم / بواز / مصطلح (المناطق الثقافية) للإشارة إلى مجموعة من المناطق الجغرافية ذات النمط الثقافي الواحد، بصرف النظر عمّا تحتويه هذه المناطق من جماعات أو شعوب. وقد طبّق / بواز / هذا المفهوم على ثقافات قبائل الهنود الحمر في أمريكا، واستطاع تحديد – تمييز- سبع مناطق ثقافية رئيسة، يندرج تحتها هذا العدد الهائل من قبائل الهنود الحمر، والذي كان يزيد عن (50) قبيلة، في الوقت الذي نزح الأوروبيون لاستعمار القارة الأمريكية .‏</div> <div> وبهذا يشير مفهوم (المنطقة الثقافية) إلى طرائق السلوك الشائعة بين عدد من المجتمعات التي تتميّز باشتراكها في عدد من مظاهر الثقافة، نتيجة لدرجة معيّنة من الاتّصال والتفاعل.(أبو زيد، ،1980، ص 202 )‏</div> <div> وإذا ما تصفّحنا كتابات / بواز / وجدنا أنّ أفكاره تتميّز عن أفكار/ سميث وبيري وشميدت / وغيرهم من الانتشاريين المتطرّفين، وذلك بتشديده على النقاط التالية :‏</div> <div> 1- إنّ الدراسة الوصفية للانتشار، مقدّمة لدراسة عملية الانتشار دراسة تحليلية .‏</div> <div> 2- يجب أن تكون دراسة الانتشار دراسة استقرائية، أي أنّه يجب دراسة العناصر الثقافية المترابطة (المجمّعات الثقافية) التي يزعم أنّها ناشئة عن الانتشار تبعاً لعلاقتها الداخلية، أكثر من كونها مجموعة من العناصر شكّلها الباحث اعتباطياً .‏</div> <div> 3- يجب أن تتّجه دراسة الانتشار من الخاص إلى العام، ورسم توزيع للعناصر في مناطق محدودة، قبل رسم خارطة توزّعها في القارة، وترك الكلام عن توزّعها في العالم كلّه .‏</div> <div> 4- إنّ منهج دراسة العملية الديناميكية ،والانتشار ليس سوى وجه من وجوهها، يجب أن يكون منهجاً سيكولوجياً، وأن يعود إلى الفرد بغية فهم حقائق التغيّر الثقافي. (هرسكوفيتز، 1974، ص 216)‏</div> <div> واستناداً إلى هذه المنطلقات، يرى / بواز / أنّ مراعاة العوامل السيكولوجية الكامنة في عملية الاقتباس، تكتسب أهميّة كبيرة في هذه الدراسات الثقافية. كما يجب تحليل هذه الثقافات بصورة إفرادية أولاً، ومن ثمّ إجراء مقارنة تفصيلية فيما بينها، سواء من حيث نظامها البنائي أو من حيث عناصرها. ولا تكون النتائج مقبولة، إلاّ بتحرّيات في مناطق عديدة ـ تسمح بتعميم هذه النتائج .‏</div> <div> فقد اكتشف / بواز / أنّ ثمّة عدداً من السمات الثقافية المشتركة بين جماعات الهنود الحمر، التي تعيش في السهول الساحلية لأمريكا الشمالية .فعلى الرغم من أنّ لكلّ منها استقلاليتها الخاصة واسمها ولغتها وثقافتها، إلاّ أنّ سكانها جميعهم يصطادون الجاموس للغذاء، ويبنون المساكن على أعمدة يغطونها بالجلود التي يستخدمونها أيضاً في صنع الملابس. ..‏</div> <div> وهكذا جاء مفهوم (مصطلح) المنطقة الثقافية، كتصنيف وصفي وتحليلي للثقافات، الأمر الذي يسهل المقارنة بين الثقافات، ومن ثمّ الوصول إلى تعميمات بشأن الثقافة الإنسانية كلّها .( أبو زيد، 1980، ص 203)‏</div> <div> ونتج عن هذا الاتّجاه الانتشاري بوجه عام، أن بدأ الأنثروبولوجيون ينظرون إلى أنّ للثقافات الإنسانية كيانات مستقلّة من حيث المنشأ والتطوّر والملامح الرئيسة التي تميّز بعضها من بعض. وهذا ما عزّز فكرة تعدّد الثقافات وتنوّعها، وطرح مفهوم النسبية الثقافية التي أصبحت من أهمّ المفهومات الأساسيّة في الفكر الأنثربولوجي وتطوّره، كعلم خاص من العلوم الإنسانية لـه منطلقاته وأهدافه، توجب دراسته من خلالها .‏</div> <div> ولكنّ نظرية الانتشار الثقافي بحسب فكرة الدوائر المتّحدة المركز، لاقت انتقادات شديدة، ومنها ما وجّهه / إدوارد سابير/ الذي ذكر ثلاثة تحفّظات على فكرة التوزّع المستمرّ :‏</div> <div> أولها : يمكن أن يكون الانتشار في أحد الاتّجاهات، أسرع منه في اتّجاه آخر .‏</div> <div> ثانيها: قد يكون الشكل الأقدم تاريخياً، تعرّض لتعديلات في المركز، بحيث يخطىء الباحث في تحديد المركز الحقيقي لأصل الشكل.‏</div> <div> وثالثها: قد يكون لتحرّكات السكان داخل منطقة التوزّع، آثار تؤدّي إلى سوء تأويل نموذج ” الانتشار الثقافي ” .‏</div> <div> ولكن، هل يعني هذا التخلّي عن محاولات إعادة تركيب الاحتكاك التاريخي، بين الشعوب البدائية والتطوّر التاريخي للمناطق التي ليس لها تاريخ؟ والجواب : ليس ثمّة ما يبرّر هذه النتيجة. ويبدو أنّ هذا الجهد المبذول في هذا المجال، إذا ما أخذ كل شيء في الحسبان، جدير بالاهتمام والعناية، بشرطين :‏</div> <div> 1- أن يكون بالإمكان اعتبار المنطقة المختارة للتحليل، ذات وحدة تاريخيّة.‏</div> <div> 2- أن يكون الهدف من التحليل، تقرير احتمال وقوع التطوّرات التاريخية، وليس تقرير الحقيقة المطلقة عنها .( هرسكوفيتز1974، ص 221 )‏</div> <div> ولكن، مهما تعدّدت الأدلّة على ظاهرة الانتشار الثقافي، فإنّه يتعذّر بالنسبة للمجتمعات غير المتعلّمة –وفي معظم الأحيان – التمييز بين العناصر الثقافية التي تسرّبت إليها من الخارج، وبين العناصر التي نشأت من داخلها. ويتّضح من وجهة النظر التجريبية، أنّ كلّ ثقافة بمفردها اقتبست عن الثقافات الأخرى، أشياء أكثر من التي اخترعتها بذاتها. والدليل على ذلك، الانتشار الواسع لعناصر ثقافية معقدة في مجالات التكنولوجية والفنون الشعبية، والمعتقدات الدينية والمؤسّسات الاجتماعية. (لينتون، 1967، ص 272)‏</div> <div> وهكذا نجد، أنّ عملية الانتشار الثقافي تسير في اتّجاهين، حيث يستفيد كلّ مجتمع من ثقافة المجتمع الآخر الذي يحتكّ به .. ولا سيّما في المجتمعات الكبيرة، حيث تتمّ عملية الانتشار الثقافي من خلال اقتباس عناصر من ثقافات أخرى، وانتشار مقوّماتها وأنماطها الرئيسة والفرعية، بين فئات هذه المجموعة البشرية الكبيرة.‏</div> <div> 1/2- الاتّجاه التاريخي / النفسي :‏</div> <div> بدأ الاتّجاه التاريخي / التجزيئي يتعدّل ويأخذ مسارات جديدة، حيث ظهرت فكرة توسيع المفهوم التاريخي في دراسة الثقافات الإنسانية، وذلك بفضل من تأثّروا بنتائج علم النفس، ولا سيّما / سيغموند فرويد / الذي عاش ما بين (1852-1939) وتلامذته، الذين رأوا أنّه بالإمكان فهم الثقافة من خلال التاريخ، مع الاستعانة ببعض مفهومات علم النفس وطرائقه التحليلية. وهذا ما كان لـه أثر كبير في الاتّجاه نحو الكشف عن الأنماط المختلفة للثقافات الإنسانية.‏</div> <div> فقد رأت / روث بيند كيت / ورفاقها أنّ دراسة التاريخ، بوقائعه وأحداثه، لا تكفي لتفسير الظواهر الاجتماعية والثقافية، وذلك لأن الظاهرة الثقافية بحدّ ذاتها مسألة معقّدة ومتشابكة العناصر. فهي تجمع بين التجربة الواقعية المكتسبة والتجربة السيكولوجية (النفسية )، وأنّ أية سمة من السمات الثقافية، تضمّ مزيجاّ من النشاط الثقافي والنفسي بالنسبة لبيئة معيّنة .( أبو زيد، 1980،‏</div> <div> 227)‏</div> <div> وعلى الرغم من ذلك، فإنّ أية ثقافة لا تؤلّف نظاماً مغلقاً أو قوالب جامدة، يجب أن تتطابق معها سلوكات أعضاء المجتمع جميعهم . ويتبيّن من حقيقة الثقافة السيكولوجية، أن الثقافة – بهذه الصفة – لا تستطيع أن تفعل شيئاً، لأنّها ليست سوى مجموع سلوكات الأشخاص الذين يؤلّفون مجتمعاً خاصاً (في وقت معين ومكان محدّد) وأنماط عادات التفكير عند هؤلاء الأشخاص.‏</div> <div> ولكنّ، على الرغم من أنّ هؤلاء الأشخاص يلتزمون – عن طريق التعلّم والاعتياد- بأنماط الجماعة التي ولدوا فيها ونشأوا، فإنّهم يختلفون في ردود أفعالهم تجاه المواقف الحياتية التي يتعرّضون لها معاً. كما أنّهم يختلفون أيضاً في مدى رغبة كلّ منهم في التغيير، إذ إنّ الثقافات جميعها عرضة للتغيير. (هرسكو فيتز 1974، ص65)‏</div> <div> وهذا يدلّل على مرونة الثقافة، وإتاحتها فرصة الاختيار لأفرادها .. بحيث أنّ القيم التي يتمسّك بها مجتمع ما وتميزه من المجتمعات الأخرى، ليست كلّها ثابتة بالمطلق وتنتقل إلى حياة الأجيال المتعاقبة، وإنّما ثمّة قيم متغيّرة، تتغيّر بحسب التغيّرات الاجتماعية والثقافية التي يمرّ بها المجتمع.‏</div> <div> ويعتبر كتاب ” أنماط الثقافة ” الذي نشرته/ بيند كيت / عام 1932، البداية الحقيقية لبلورة الاتّجاه التاريخي / النفسي في دراسة الثقافات الإنسانية. حيث أوضحت الدراسة أنّه من الضرورة النظرة إلى الثقافات في صورتها الإجمالية، أي كما هي في تشكيلها العام. وذلك، لأنّ لكلّ ثقافة مركز خاص تتمحور حوله وتشكّل نموذجاً خاصاً بها، يميزها عن الثقافات الأخرى .‏</div> <div> ومن هذا المنظور، قامت/ بيند كيت/ بإجراء دراسة مقارنة بين ثقافات بدائية متعدّدة، وخلصت إلى أنّ ثمّة علاقات قائمة بين النموذج الثقافي العام ومظاهر الشخصية، وهذا ما ينعكس لدى الأفراد في تلك المجتمعات .(F reidle, 1977, p.302)‏</div> <div> ومن الممكن دراسة مظاهر التكيّف المورفولوجي (الشكلي) للنوع البشري بالمصطلحات المألوفة في علم الأحياء، وفي الوقت نفسه، كان لا بدّ من تطوير أساليب فنيّة جديدة لوصف مظاهر التكيّف السلوكي والنفسي. ويعدّ مفهوم الثقافة من أهم المفهومات التي طوّرت في هذا المجال، وأكثرها فائدة وحيوية. ومع أنّ هذا المفهوم اقتصر في السابق على النواحي الوصفية، فإنّه – على أضعف تقدير – زوّدنا بطريقة محدّدة للتعرّف إلى النتاج النهائي لعمليات التكيّف، فوضع بالتالي أسساً للمقابلة بين النماذج المختلفة لطرق التكيّف. (لينتون، 1967، ص 196 )‏</div> <div> لقد شهد الاتّجاه التاريخي/ النفسي في الدراسات الأنثربولوجية، ظهوراً متميّزاً في الربع الثاني من القرن العشرين، مترافقاً مع انتشار مدرسة التحليل النفسي التي أنشأها / فرويد / واستمدّ منها الأنثروبولوجيون الكثير من المفاهيم النفسية، لتحديد العلاقات المتبادلة بين الفرد وثقافته في إطار المنظومة الثقافية / الاجتماعية.‏</div> <div> وقد انصبّ اهتمام أصحاب هذا الاتّجاه، على دراسة الموضوعات المتعلّقة بالتمييز الثقافي / الاجتماعي، بالاستناد إلى الميزات النفسية السائدة بين الأفراد والجماعات. وتعدّ دراسة بيند كيت، بعنوان ” الكريزنتيموم والسيف The Chrsyanthemum and the Sword، عام 1946 ” من أهمّ الدراسات في هذا الاتّجاه، حيث بحثت في علاقة الثقافة بالشخصيّة اليابانية .‏</div> <div> وهذا ما ساعد في بلورة السياسة الأمريكية تجاه استسلام المحاربين اليابانيين في أثناء الحرب العالمية الثانية. وأوضحت الدراسة أنّ الجنود اليابانيين كانوا سيرفضون الاستسلام بصورة مطلقة، ويستمرون في القتال حتى الموت. إلاّ أنّ تأثير مبادىء الطاعة والولاء للإمبراطور على هؤلاء الجنود، جعلهم يستجيبون لتعليماته ويخضعون لأوامره .( المرجع السابق، ص510)‏</div> <div> ولكن يرى بعض العلماء _ وهو محقّ في ذلك – أنّ الانشغال الزائد بالأشكال الخارجية للثقافة، قد أثّر سلبياً في المحاولات الرامية إلى تفهّم دلالتها السيكولوجية. ومن المعروف أن الحقيقة النهائية للثقافة، هي سيكولوجية .. ونقصد بذلك، أنّ وجود الثقافة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بوجود أناس يديرون مؤسّساتها. وهذه الحقيقة السيكولوجية للثقافة تفسّر الاستقرار الثقافي، أو بالأحرى، تفسّر السبب الذي من أجله تشعر الكائنات البشرية بارتياح كبير عندما تعيش وفق نظام رتيب معروف .‏</div> <div> وهذه الحقيقة تفسّر أيضاً آلية التغيّر الثقافي. فالأفراد في كلّ مجتمع يملكون قابليات وحوافز وميولاً، وقدرات تؤدّي دورها ضمن إطار القالب الثقافي العام، وتسهم باستمرار في مراجعة التقاليد القائمة، وإدخال تحسينات عليها. (لينتون، 1967، ص 285 )‏</div> <div> وكان من نتيجة ذلك، ظهور مدرسة ثقافية نفسية (أمريكية) من روادها : (كلايد كلاكهون، مرغريت ميد، رالف لينتون) وغيرهم ممّن اعتمدوا على مفهوم بناء الشخصيّة الأساسي الذي يشير إلى مجموعة الخصائص السيكولوجية والسلوكية، التي يبدو أنّها تتطابق مع كلّ النظم والعناصر والسمات التي تؤلّف أية ثقافة. (أبو زيد، 1989، ص238) إذ إنّه على الرغم من أنّ النمط الثقافي السائد في إي مجتمع، لا يمكن أن يزيد – أو يقلّل – من وجود الفوارق الفردية في نطاق الثقافة الواحدة، إلاّ أن تلك العلاقة القائمة بين الأنماط الثقافية والشخصيّة الفردية، وما تحدث من تأثيرات متبادلة بينهما، لا يجوز إهمالها، بل يجب أخذها في الحسبان أثناء دراسة الثقافات الإنسانية .(Freidle, 1977, p.303)‏</div> <div> إنّ الأساس السيكولوجي للقوانين الاجتماعية القائمة، مثل : (أنماط السلوك الثابتة، والأعراف والتقاليد، والعادات والقيم)، هو تكوين أطر استناد مشتركة، ناتجة عن احتكاك الأفراد بعضهم ببعض ؛ وإذا ما تكوّنت مثل هذه الأطر الاستنادية وتغلغلت في أعماق الفرد، أصبحت عاملاً هامّاً في تحديد ردود فعله أو تعديلها، في الأوضاع التي سيواجهها فيما بعد، سواء كانت اجتماعية أو غير اجتماعية، ولا سيّما في الحالات التي لا يكون الحافز فيها جيّد التنظيم، أي في حالة تجربة ليس لها سوابق في السلوك الذي اعتاد عليه الفرد. (هرسكوفيتز، 1974، ص 68 )‏</div> <div> وضمن هذا الاتّجاه أيضاً، اهتمّ / مالينوفسكي / بنظرية فرويد وكتاباته النفسيّة / وعلاقة ذلك بالمحرّمات الجنسيّة، من خلال المادة التي جمعها ميدانياً من سكان جزيرة (التروبرياند ). إلاّ أنّه عارض تفسير فرويد لعلاقة الابن بالأم وغيرته من الأب في إطار ما أسماه فرويد بـ (عقدة أوديب )، وقدّم بدلاّ منها تفسيراً وظيفيّاً، توصّل من خلاله إلى أنّ تحريم العلاقات الجنسية المكوّنة للعائلة الموحّدة (النووية) والتي تشمل : ” الأم والأبناء والأخوة والأخوات ” هو الذي يمنع ما قد ينشأ من صراعات داخلية، بسبب الغيرة أو التنافس .. وهذا ما يحفظ بالتالي تماسك الأسرة، ويمنع تفكّك أواصرها وتهديم كيانها، وما ينجم عنه من ضعف المجتمع العام، وتهديد وحدته وتماسكه. Freidle, 1977, p. 303))‏</div> <div> وخلاصة القول، إنّ هذه الاتّجاهات بأفكارها وتطبيقاتها، مثّلت مرحلة انتقالية بين الأنثروبولوجيا الكلاسيكية التي كانت تعتمد على التخمينات والتفسيرات النظرية فحسب، وبين الأنثروبولوجيا الحديثة التي بدأت مع النصف الثاني من القرن العشرين معتمدة على الدراسات الميدانية / التحليلية، والتي تعنى بالجوانب الاجتماعية الثقافية المكوّنة للفكر الأنثروبولوجي.‏</div> <div> وهذا ما أدّى بالتالي إلى ظهور التخصّص في علم الأنثروبولوجيا، ممّا ساعد في إرساء المبادىء الأساسيّة للأنثروبولوجيا المعاصرة .‏</div> <div> 2-الاتّجاه البنائي / الوظيفي :‏</div> <div> ترافق نشوء هذا الاتّجاه مع ظهور اتّجاه الانتشار الثقافي، كردّ فعل عنيف على النظرية التطوّرية. وقد تميّز الاتّجاه البنائي، بأنّه ليس تطوّرياً وليس تاريخياً، حيث ركّز على دراسة الثقافات الإنسانية كلّ على حدة، في واقعها الحالي / المكاني والزماني /.‏</div> <div> وهذا ما جعله يختلف عن الدراسات التاريخيّة، لأنّه اعتمد العلم في دراسة الثقافات الإنسانية كظاهرة، يجب البحث في عناصرها والكشف عن العلاقات القائمة فيما بينها، ومن ثمّ العلاقات القائمة فيما بينها وبين الظواهر الأخرى. (فهيم، 1986، ص 164)‏</div> <div> يعود الفضل في تبلور الاتّجاه البنائي / الوظيفي في الدراسات الأنثروبولوجية، إلى أفكار العالمين البريطانيين، (برونسلو مالينوفسكي) و (راد كليف براون )، اللذين عاشا في أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين. ويدينان باتّجاهاتهما النظرية، إلى أفكار عالم الاجتماع / إميل دوركهايم / الذي ركّز اهتمامه على الطريقة التي تعمل بها المجتمعات الإنسانية ووظائف نظمها الاجتماعية، وليس على تاريخ تطوّر هذه المجتمعات والسمات العامة لثقافاتها.‏</div> <div> ولعلّ / كلود ليفي ستروس / الوحيد بين البنائيين الفرنسيين، الذي يستخدم كلمة (بناء أو بنائية) صراحة في عناوين كتبه ومقالاته، ابتداء من مقاله الذي كتبه عام 1945، عن ” التحليل البنائي ” في اللغويات وفي الأنثروبولوجيا، والذي يعتبر – بحق –” ميثاق ” النزعة البنائية، وإلى كتاب ” الأبنية الأولية للقرابة ” الذي كان سبباً في ذيوع اسمه وشهرته، والذي يعتبره الكثيرون أهمّ وأفضل إنجاز في الأنثروبولوجيا الفرنسية على الإطلاق .. ومن ثمّ إلى كتابه ” الأنثروبولوجيا البنائية “.‏</div> <div> وعلى الرغم من الانتقادات التي وجّهت إليه، فلا يزال يؤمن بأنّ البنيوية (البنائية) هي أكثر المناهج قدرة على تحليل المعلومات وفهم الأثنوجرافيا وتقريبها إلى الأذهان، وإنّها في الوقت نفسه، أفضل وسيلة يمكن بها تجاوز المعلومات والوقائع العيانية المشخّصة، والوصول إلى الخصائص العامة للعقل الإنساني. فقد أفلح في أن يحقّق للبنائية ما لم يحقّقه غيره، مع أنّه لم يقم بدراسات حقلية بين الشعوب المتخلّفة (البدائية )، وحتى حين قام بدراساته في (البرازيل والباكستان) كان يمضي فترات قصيرة ومتباعدة بين الجماعات التي درسها. وخرج بالبنائية من مجال الأنثروبولوجيا، إلى ميادين الفكر المختلفة، الواسعة والرحيبة. وجعل منها اتجاهاً فكرياً ومنهجياً يهدف إلى الكشف عن العمليات العقلية العامة، وله تطبيقاته في الأدب والفلسفة واللغة والميثولوجيا (الأسطورة) والدين والفن. وبلغ من قوّة البنائية أن أصبحت في البداية، تمثّل تهديداً مباشراً للوجودية التي تركّز على الفرد والسلوك الفردي. (أبو زيد، 2001، ص 82-83 )‏</div> <div> فالاتّجاه البنائي / الوظيفي، يعبّر في جملته عن منهج دراسي تمّ التوصّل إليه من خلال المقابلة (الموازنة) بين الجماعات الإنسانية (المجتمعات) والكائنات البشرية (الأفراد ). ولم يعد استخدامه مقصوراً على الأنثروبولوجيين، وإنّما تناولـه أيضاً علماء الاجتماع بالفحص والتطبيق والتعديل، على يد / تلكوت بارسونز، وجورح ميرتون /. كما ارتبط أيضاً بالعلوم الطبيعية، ولا سيّما علوم الحياة والكيمياء. Leach, 1982, p.184))‏</div> <div> فقد رأى / مالينوفسكي / أنّ الأفراد يمكنهم أن ينشئوا لأنفسهم ثقافة خاصة، أو أسلوباً معيّناً للحياة، يضمن لهم إشباع حاجاتهم الأساسية، البيولوجية والنفسيّة والاجتماعية. ولذلك ربط الثقافة – بجوانبها المختلفة، المادية والروحية والاجتماعية، بالاحتياجات الإنسانية .‏</div> <div> فالاهتمام بالبنية Struture، كترابط منظّم وخفي للعناصر الثقافية، يساعد النموذج في تفسيره وراء العلاقات الاجتماعية، يوازيه في اتجاه آخر اهتمام وظائفي بالمعنى الذي يحدّده / مالينوفسكي /، والذي تعني فيه الوظيفة : تلبية حاجة من الحاجات، ويكون فيها التحليل الوظيفي هو ذلك الذي : ” يسمح بتحديد العلاقة بين العمل الثقافي والحاجة عند الإنسان، سواء كانت هذه الحاجة أولية أو فرعية / ثانوية ” (لبيب، 1987، ط3، ص12 )‏</div> <div> فالثقافة كيان كلّي وظيفي متكامل ، يماثل الكائن الحي، بحيث لا يمكن فهم دور وظيفة أي عضو فيه، إلاّ من خلال معرفة علاقته بأعضاء الجسم الأخرى، وإنّ دراسة هذه الوظيفة بالتالي، تمكّن الباحث الأثنولوجي من اكتشاف ماهية كل عنصر وضرورته، في هذا الكيان المتكامل .‏</div> <div> ولذلك، دعا / مالينوفسكي / إلى دراسة وظيفة كلّ عنصر ثقافي، عن طريق إعادة تكوين تاريخ نشأته أو انتشاره، وفي إطار علاقته مع العناصر الأخرى. وهذا يقتضي دراسة الثقافات الإنسانية كلّ على حدة، وكما هي في وضعها الراهن، وليس كما كانت أو كيف تغيّرت .‏</div> <div> وبذلك يكون / مالينوفسكي / قد قدّم مفهوم( الوظيفة) كأداة منهجيّة تمكّن الباحث الأنثروبولوجي من إجراء ملاحظاته بطريقة مركّزة ومتكاملة، في أثناء وصفه للثقافة البدائية. (Freidle, 1977, p.304 )‏</div> <div> أمّا / براون / فقد قام من جهته، بدور رئيس في تدعيم أسس الاتّجاه البنائي / الوظيفي، في الدراسات الأنثروبولوجية، وذلك مع بداية القرن العشرين، موجّهاً الأثنولوجيا نحو الدراسات المتزامنة، وليس نحو التفسير البيولوجي للثقافة كما فعل / مالينوفسكي / .‏</div> <div> اعتمد / براون في دراسة المجتمع وتفسير الظواهر الاجتماعية تفسيراً اجتماعياً، بنائياً ووظيفياً، على فكرة الوظيفية التي نادى بها / دوركهايم / والتي تقوم على دراسة المجتمعات الإنسانية، من خلال المطابقة (المماثلة) بين الحياة الاجتماعية والحياة العضوية، كما هي الحال في المشابهة بين البناء الجسمي المتكامل عند الإنسان، والبناء الاجتماعي المتكامل في المجتمعات الإنسانية .‏</div> <div> ويوضح / براون / طبيعة هذا (البناء الاجتماعي) بأنّه يندرج تحت هذا المفهوم، العلاقات الاجتماعية كلّها، والتي تقوم بين شخص وآخر. كما يدخل في ذلك التمايز القائم بين الأفراد والطبقات، بحسب أدوارهم الاجتماعية، والعلاقات التي تنظّم هذه الأدوار. وكما يستمرّ تجدّد بناء الكائن العضوي طوال حياته، فكذلك تتجدّد الحياة الاجتماعية مع استمرارية البناء الاجتماعي في علاقاته وتماسكه .‏</div> <div> واستناداً إلى ذلك، يصبح الاعتراف بالتنوّع الثقافي بين المجتمعات – مهما كان شكله- إحدى الخطوات الهامة في تطوّر علم الأنثروبولوجيا، انطلاقاً من النقاط التالية:‏</div> <div> 1- إنّ الثقافة تعبير عن سلوك شعب ما، وعن قواعد هذا الشعب .‏</div> <div> 2- إنّ مجموع التنوّعات في العقيدة والسلوك الفرديين لدى أفراد جماعة معيّنة وفي زمن معيّن، يحدّد ثقافة تلك الجماعة .. وهذا صحيح بالنسبة للثقافات الفرعية في الوحدات الصغيرة، داخل الكلّ الاجتماعي.‏</div> <div> 3- ليست العقيدة والسلوك في أي مجتمع، أبداً نتاج الصدفة، بل يتحوّلان وفق قواعد راسخة.‏</div> <div> 4- يجب استنباط هذه القواعد بواسطة الاستقراء من التوافق الملاحظ في العقائد وأنماط السلوك لدى جماعة ما .. وهي تشمل نماذج ثقافة تلك الجماعة .‏</div> <div> 5- كلّما صغر حجم الجماعة، كانت نماذج عقائدها وسلوكاتها، أكثر تجانساً فيما إذا تساوت الأمور الأخرى.‏</div> <div> 6- قد يظهر لدى الفئات الاختصاصية، تنوّع في حقل اختصاصها أكثر اتّساعاً ممّا يظهر لدى الفئات الأخرى، المساوية لها في الحجم، بين الجماعة الكليّة. (هرسكوفيتز، 1974، ص 263-264 )‏</div> <div> وإزاء هذه الأمور مجتمعة، لا بدّ من الاعتراف بأهميّة مسألة التجانس الثقافي والتنافر الثقافي، في الدراسات الأثنولوجية، وفي أثناء مناقشة النظريات الأنثروبولوجية.‏</div> <div> وإذا كان / مالينوفسكي / أخذ بفكرة النظم الاجتماعية لتأمين الحاجات البيولوجية والنفسية للأفراد، بينما اتّجه / براون / نحو مسألة تماسك النظام الاجتماعي، من حيث مكوّناته وعلاقاته، فأنّهما رفضا معاً فكرة تجزئة العناصر الثقافية (مكوّنات البناء الاجتماعي) إلى وحدات صغيرة يقوم الباحث بدراسة منشئها أو انتشارها وتطوّرها ..‏</div> <div> واعتمدا بدلاّ من ذلك على الدراسات الميدانية، لوصف الثقافات بوضعها الراهن. وقد وجد هذا الاتّجاه قبولاً واسعاً لدى المهتمّين بدراسة الثقافات الإنسانية في النصف الأوّل من القرن العشرين، ولا سيّما بين الأنثربولوجيين الأوروبيين، الذين انتشروا في المستعمرات لإجراء دراسات ميدانية، وجمع المواد الأولية اللازمة لوصف الثقافات في هذه المجتمعات، وتحليلها في إطارها الواقعي وكما هي في وضعها الراهن .‏</div> <div> مصادر الفصل ومراجعه:‏</div> <div> – أبو زيد، أحمد (1980) البناء الاجتماعي – مدخل لدراسة المجتمع، ج1، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة .‏</div> <div> – أبو زيد (2001) الطريق إلى المعرفة، كتاب العربي (46 )، منشورات مجلّة العربي، الكويت .‏</div> <div> – جابر، سامية (1991) علم الإنسان – مدخل إلى الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، دار العلوم العربية، بيروت .‏</div> <div> – رياض، محمد (1974) الإنسان – دراسة في النوع والحضارة، دار النهضة العربية، بيروت .‏</div> <div> – فهيم، حسين (1986) قصة الأنثروبولوجيا – فصول في تاريخ الإنسان، عالم المعرفة (198 )، الكويت .‏</div> <div> – لبيب، الطاهر (1987) سوسيولوجيا الثقافة، دار الحوار، اللاذقية .‏</div> <div> – لينتون، رالف (1967) الأنثروبولوجيا وأزمة العالم الحديث، ترجمة: عبد الملك الناشف، المكتبة العصرية، بيروت‏</div> <div> – هرسكوفيتز، ميلفيل. ج (1974) أسس الأنثروبولوجيا الثقافية، ترجمة : رباح النفاخ، وزارة الثقافة، دمشق .‏</div> <div> – Burns , Edward (1973) Western Civizalition , New York .‏</div> <div> – Freidl ,John (1977) Anthropology , HarperandRowPublishers, New York .‏</div> <div> – Leach , Edmund, (1982) Social Anthropology , Font and‏</div> <div>  Paperbacks .‏</div> </div> <script async src="//pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js"></script> <!-- tasanayt --> <ins class="adsbygoogle" style="display:inline-block;width:120px;height:600px" data-ad-client="ca-pub-2727308649051495" data-ad-slot="1545852333"></ins> <script> (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); </script>

دراسة الأنثروبولوجيا واتجاهاتها المعاصرة

0 7:27 ص

مبروك بوطقوقة مقــدّمـة لم تعرف الأنثروبولوجيا قبل النصف الثاني من القرن العشرين، تقسيمات وفروعاً، إذ كانت تتمّ لأغراض خاصة بالباحث أو من يكلّفه، كدراسة حياة بعض المجتمعات أو مكوناتها الثقافية .‏ ومع انطلاقتها في الستينات والسبعينات من القرن العشرين… مزيد من المعلومات »

مزيد من المعلومات »

Afulay, l’écrivain amazigh

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEghRE6QsuTucwxu4wQqhUzCcHETK0VmpxZ50EkWWarJUeOze_jzNW7jH_Q8ZgRBjHiHs2GF5JdtL1OB-aqq5RQ0YWE6dmS66saI_tgKb4NbULHIuGW7MbDSYABES0MNmW-y41gORpIIYLg/s1600/afulay_n_mdawruch-660x330.png" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="160" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEghRE6QsuTucwxu4wQqhUzCcHETK0VmpxZ50EkWWarJUeOze_jzNW7jH_Q8ZgRBjHiHs2GF5JdtL1OB-aqq5RQ0YWE6dmS66saI_tgKb4NbULHIuGW7MbDSYABES0MNmW-y41gORpIIYLg/s320/afulay_n_mdawruch-660x330.png" width="320" /></a></div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: center;"> <br /></div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Source: http://www.inumiden.com/afulay-lecrivain-amazigh/</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> L’étude suivante répond essentiellement à deux motifs, d’une part à une absence manifeste des études qui traitent des rapports qui unissent l’héritage oral amazigh à la littérature écrite par des Imazighen dans d’autres langues… Si l’oral véhicule l’écrit, si l’oral est à l’origine de l’écrit et si l’oral rend compte d’abord de «l’être collectif parlant», que serait-il de la «voix collective» des Imazighen dans leur création? Que serait-il des éléments identitaires (de la culture maternelle) au  sein d’une œuvre? Y a-t-il une partie irréductible, propre à l’auctoriel, attachée à la langue amazighe de tradition non écrite, dans toute création?  C’est précisément ce que nous appelons amazighité, c’est-à-dire cette essence irréductible de définition pour un amazigh, à laquelle le créateur ne peut échapper dans sa création: des idées et des sensations millénaires le «traversent» spontanément pour se verser dans d’autres moules étrangers, d’autres moyens de concrétion. Elle est son être premier.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> D’autre part, rares sont les étudiants qui savent qu’Afulay (Apulée) est un écrivain numide, rarissimes sont encore les étudiants qui n’ignorent pas que “L’âne d’or” est considéré comme l’un des premiers romans, dans sa forme connue, de l’humanité. Il ne s’agit pas là d’un seul exemple au sein de la culture amazighe, il y en a bien sûr d’autres. Citons Saint-Augustin (354-430) et ses Confessions, Tertullien (155-225), Saint Cyprien (200-258) et ses Lettres, Arnobe (deuxième moitié du III siècle) et son «pari» Contre les païens, sans oublier le célèbre dramaturge Térence (-190, -159)…</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Que dire alors d’Afulay? Est-il amazigh? Apparaît-il soucieux de sa mémoire collective dans son texte romanesque? Lui, il s’est toujours défini comme «demi Numide et demi Gétude». Numides et Gétules, rappelons-le, sont les autochtones de l’Afriques du Nord. Là, il y a une déclaration de l’identité culturelle: mi-amazigh et mi-amazigh, c’est-à-dire qu’il est totalement (ou doublement) amazigh. Sa conscience de l’identité s’avère alors claire.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Dès lors, comment Afulay posera-t-il le problème de l’identité dans son œuvre romanesque ?</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> <strong style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">1 – Afulay (Apulée), un écrivain amazigh</strong></div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Il était une fois un écrivain amazigh sans l’être. Destin écrit, mais jamais transcrit. C’est bien Afulay.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Né en 125 à M’daourouch (Madaure), près de <em style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">Thagast</em> (Souk-Ahras) dans le pays chaoui, de parents amazighs. Issu d’une famille aisée (son père travaillait comme responsable municipal de M’daourouch), il fait ses études à l’école de sa ville natale (Saint Augustin y sera également élève) où il arrive facilement à maîtriser le latin.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> À l’âge de dix-sept ans, il s’inscrit dans la célèbre université de Carthage (Tunisie) où il excelle en rhétorique et sophistique, ces deux exercices intellectuels sont manifestes dans les différentes digressions du roman sous forme de mise en abyme. Cependant, le jeune étudiant ne rêve point de faire carrière au barreau, les lettres l’attirent plus.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Tenté par l’Orient et la philosophie, il voyagera à Athènes. Ainsi, il va devenir plus hélleniste que latin: son chef-d’œuvre est annoncé comme propre d’un héritage héllenique. Là-bas, il s’initie au Néo-platonisme. Ses préoccupations ne sont pas seulement philosophiques, il étudie également la grammaire grecque, la musique, la physique et d’autres sciences.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Toujours poussé par la curiosité d’un encyclopédiste, il voyage jusqu’en Asie Mineure, en Egypte à la recherche de l’aventure et du savoir. Dans ces pays, il connaît de près, et surtout, l’héritage religieux et mystique de ces cultures: les mystères d’Eleusis et de Mithra, le culte des Cabires. Les religions de Dionysos et d’Isis sont celles qui suscitent davantage son intérêt; il se convertit tout d’abord à la religion d’Isis, ensuite admis comme prêtre lors de son séjour à Rome.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Seulement la nouvelle de la mort de son père l’oblige à rentrer dans sa ville natale. Grâce à l’héritage de la fortune et des responsabilités municipales de son père, il devient riche et très influent. Nonobstant, il ne s’y installera définitivement car il n’a point perdu le goût du voyage et de la recherche du savoir.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Afulay voyagera ensuite pour vivre à Carthage, il y travaillera comme conférencier mondain. Il pouvait parler sur n’importe quelle discipline de la philosophie jusqu’à la magie, en passant par la médecine, l’astronomie, les sciences naturelles et la musique. Son savoir interdisciplinaire ou encyclopédique lui vaut une grande renommée jusqu’au point que les autorités élèvent une statue de son vivant. Il devient président du Conseil provincial et grand-prêtre de l’Afrique. Des pièces de bronze sont frappées à Rome à l’effigie d’Afulay avec, au revers, une scène des «Métamorphoses» (IV siècle après J.-C.). On les trouve à la Bibliothèque nationale, dans le cabinet des Médailles.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Si sur sa vie, nous avons suffisamment d’information, sur sa mort nous n’avons pas d’indication précise. Nous ignorons l’année, le mois, le jour, le lieu, les circonstances de  son décès. Pourquoi? Sa mort se présente à la fois magique et comme celle de tout amazigh: un jet final et brusque dans l’effacement (les exemples ne manquent pas…) Ce que retiennent les livres d’histoire, c’est qu’Afulay est mort après 170 à Carthage, sans aucune autre précision.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> <strong style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">II – Œuvre d’un amazighiste</strong></div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> L’œuvre d’Afulay est immense, elle traite de la philosophie, de la rhétorique, de la magie, de l’histoire , de la théologie et de la cosmologie. Bien que son unique chef-d’œuvre reste le roman “L’Ane d’or”  écrit aux environs de 161, il est important de citer les autres textes:</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> – <strong style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;"><em style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">L’Apologie</em></strong> (Apulei Platonici pro se de magia) est un texte rédigé lors de son procès pour crime de magie. L’auteur se défend magistralement devant le proconsul Claudius Maximus. Selon L’Encyclopédie Berbère, ce texte est d’un grand intérêt historique car il «offre quantité de renseignements sur son auteur, la magie et la vie en Afrique au II  siècle.» (L’Encyclopédie berbère, p.822). Egalement, trouve-t-on dans l’Apologie une source biographique.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> – <strong style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;"><em style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">Les Florides</em></strong> sont publiées en 160. Il s’agit d’un répertoire de conférences réunies par un élève d’Afulay. Il y est question surtout des impressions et des réflexions de l’écrivain voyageur. Le narratif, le descriptif et le purement doctrinal s’immiscent donc dans tous les essais/récits (au nombre de vingt-trois). Ce texte est également important pour connaître maints aspects de la réalité en Afrique du Nord.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> – <strong style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;"><em style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">De deo Socratis</em></strong> (Sur le dieu de Socrate) est un texte de magie: il parle sur l’univers des démons. Ces êtres mystérieux sont présents simultanément dans le monde divin et le monde humain. Ils sont de trois groupes: démons captifs de corps, démons libérés du corps et des démons qui n’ont pas connu de captivité physique. Bien que le texte recherche le côté démoniaque chez Socrate, il invite le lecteur à retrouver la sagesse.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> – <em style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;"><strong style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">De Platone</strong></em> et <strong style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;"><em style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">eius dogmate</em></strong> est un traité philosophique sur l’éthique et la physique chez Platon. Il s’agit d’une lecture faussée du philosophe grec au moment de traiter la question de la morale.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> – <strong style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;"><em style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">De mundo</em></strong> traite la cosmologie et la théologie. Afulay y expose l’idée que Dieu est à l’origine de la vie de tout.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> <strong style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">III – Présence de l’auteur</strong></div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> L’art, en général, tend à extérioriser l’être de l’artiste à travers la pratique de l’écriture. Qu’en est-il alors de la présence de l’auteur dans “L’Ane d’or”?</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Afulay, loin de «réfléchir» son être dans le texte, manifeste sa présence derrière des mécanismes romanesque et des figures, en ayant pour objectif d’exercer une certaine maîtrise sur le personnage, et par là sur le lecteur. Ainsi, tout passage se réfère, de façon explicite ou implicite, à un système de pensée. L’Ane d’or se meut dans ce sens; le roman devient une entreprise, sous forme d’une recherche infinie de la conscience «maternelle». Afulay, en récrivant l’histoire grecque, rajoute librement des passages authentiquement amazighs.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Il nous revient de saisir la parole de l’écrivain au sein du roman, et de souligner que distinguer le discours de l’auteur au sein d’un texte ou d’un passage est une tâche critique aventurière, qui pourrait être source d’un jugement erroné. De là, les difficultés de discerner clairement les propos de l’auteur des différents discours des personnages, des situations, des descriptions qui forment l’œuvre, ne sont pas à démontrer. Dans L’Ane d’or, la voix auctorielle est souvent explicitée dans la construction de la fiction ou dans le choix des idées et des motifs, sinon sous-entendue par le biais de correspondances établies entre sa culture nord-africaine et les autres cultures, au sein du texte toujours…</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> A ce propos, nous lisons: «j’ai trop bonne opinion de toi et de ta culture; je sais que, non seulement la noblesse innée de ta condition, non seulement l’élévation de ton esprit mais le fait que tu as été initié à un grand nombre de religions t’ont enseigné à observer scrupuleusement le devoir du silence.» (P.81) C’est Photis, une bonne, qui parle. Ici, nous avons la condition de l’amazigh ( à rattacher à «noblesse innée»). De même , une explication de la perte de l’identité de l’amazigh: la diversité des cultes…</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Rappelons aussi qu’il existe des textes qui sont faciles à lire dans la mesure où le message de l’auteur passe directement ou clairement; dans d’autres au contraire, le point de vue de l’auteur reste inconnu. Les textes d’Afulay sont complexes au moment où le lecteur se pose la question suivante: Que veut-il dire par là l’auteur? Où pourrait-on saisir la présence / l’ombre du point de vue de l’écrivain dans les Apologies? La présence d’Afulay n’est pas plus ostensible dans L’Ane d’or du fait que le protagoniste dévoile ses déambulations pour rejoindre notre univers des métamorphoses.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> D’ailleurs, dans les Apologies, de son propre aveu, l’auteur essaye d’exposer tous ses idéaux et convictions. Le lecteur découvre enfin le vrai Afulay même si la présence de l’auteur s’avère camouflée derrière un ensemble de techniques et de procédés de rhétorique qui défont le texte classique. Sa conscience se trouve enfin dévoilée: en tant qu’amazigh il s’oppose à la tradition latino-grecque. Ce chef-d’œuvre est strictement une conscience intellectuelle; la présence auctorielle y est claire, donc facile à dé-construire…</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Faut-il dire que toute œuvre est recherche d’une précise articulation de la vie de l’auteur ou sert-elle tout simplement de medium ou de procédé pour mener à bien un projet scriptural?</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> <strong style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">IV.- Poser le problème de la langue amazighe…</strong></div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> «j’obtins quelques petits profits au barreau en plaidant dans la langue des Romains» (p.282)</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> La langue maternelle, au cas où elle ne forme pas partie des langues «dominantes», constitue un handicap pour l’écrivain à se lancer dans la littérature «écrite». Ce problème s’est-il posé précisément pour Afulay? Cette interrogation est valable pour tout amazigh qui prend l’initiative humaine d’«extérioriser» ses pensées et ses sentiments, au moment où rien que la langue écrite de l’autre lui offre cette possibilité. Afulay était, à coup sûr, conscient du dilemme. Justement, nous lisons dès les premières pages de L’Ane d’or : «Aussi demandai-je d’avance l’indulgence, si, maniant maladroitement un idiome qui m’est étranger et extérieur, je commets quelque faute.» (p. 31) Ici, il avoue son incapacité d’écrivain à maîtriser parfaitement une langue étrangère. Autrement dit, on ne maîtrise que sa langue maternelle! Outre cette conscience «linguistique», nous déduisons la peur ressentie par le romancier vis-à-vis de la langue étrangère. S’agit-il au fait de commettre quelle faute? Est-ce une faute purement «de langue» et de culture ou vis-à-vis de soi-même? Est-ce là l’appréhension d’entreprendre une nouvelle œuvre ou bien la peur de ne pas être fidèle au premier texte (écrit ou narré) ?</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> D’ailleurs, par le simple acte d’écrire en n’importe quelle langue, il est possible de parler d’un projet humain articulé essentiellement par la vision de l’écrivain; le projet scriptural est à lire comme un système de pensée particulier (propre à l’écrivain) issu d’une culture précise (maternelle). Encore, par la composition du texte, y a-t-il investissement d’éléments subjectifs, émanant de la mémoire collective. De là, nous pouvons noter que des références à la culture amazighe (nord-africaine) abondent dans le texte final L’Ane d’or. Des éléments propres aux règnes animal (âne, hibou), aquatique (puits…) et abstrait (rêve, référence identitaire) apparaissent dans le texte, munis de significations symboliques, culturelles et humaines où la portée principale reste celle exploitée et investie par la culture maternelle.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> D’autre part, la structuration du texte connaît un agencement propre à l’écrivain, une composition régie essentiellement par l’art de narrer les contes, élément soustrait de la tradition. Des phrases longues, envergure de la parole. De même, l’art d’expliquer les événements relève aussi de cette même source. Notons que  dans son raisonnement, pour bon rhéteur qu’il fut, Afulay utilisait un «curieux système de défense semi-indirecte. Insistant sur des griefs accessoires, il joue de l’ironie: “Etre beau et savoir parler,! graves accusations que je voudrais bien mériter!”» (Encyclopédia Universalis) Ce n’est point un système curieux! Là, il s’agit d’un apport net de la rhétorique et de la poétique maternelles, c’est-à-dire ce raisonnement émane «physiquement» de la langue amazighe pour s’investir dans un autre système (le latin), et c’est ce qui fait son «étrangeté» (autrement dit son authenticité).</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Ainsi, le problème de la langue de la création, quand elle est étrangère à la maternelle, pose ainsi des interrogations tant au niveau structurel qu’au niveau des idées. Donc, quelle serait la distance qui sépare Afulay de sa culture maternelle? Nous dirons qu’il écrira inconsciemment (automatiquement) sa culture à travers les lignes de L’Ane d’or dans une langue étrangère.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> <strong style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">V –  L’Ane d’or, roman amazigh</strong></div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Ce roman est une adaptation latine d’un récit grec intitulé Lucius ou L’Ane écrit par Lucien de Samosate, à son tour, une autre adaptation des Métamorphoses de Lucius de Patras, texte inexistant. De par son titre, Asinus aureus, nous avons les deux termes traduits «littéralement» en tamazight: «Asnus n waregh». Sont-ils donc des emprunts? Du latin à tamazight ou vice versa, il n’y a pas de différence lexicale, en ce qui concerne les deux termes: «asnus» (âne) et «uregh» (or).</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Le roman L’Ane d’or est ouvert; maints récits s’y greffent librement, diversifiant ainsi les péripéties du récit. La narration est un va-et-vient continu entre le vécu et le raconté qui redonnent au texte un équilibre optimal. Il ne s’agit pas de brassage, mais plutôt d’orchestration. L’histoire se compose de 11 parties. Lucius, un jeune Thessalien issu d’une famille aisée, va en voyage à Hypata. Il loue une chambre, précisément chez une sorcière nommée Photis. Menant une recherche contradictoire du plaisir et du savoir magique, il eut des relations affectives avec sa servante. Grâce à cette dernière, il tentera de connaître la magie de Photis. Se trempant d’onguent magique, il devient âne au lieu d’oiseau. Pour retrouver sa forme humaine, il faut qu’il mange une rose. Alors, un grand nombre d’aventures commence pour l’animal, dans sa quête d’un rosier.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Le malheureux animal est volé par des brigands qui vivent dans les montagnes. Là, il connaît Charité, une fille captive. Durant ce séjour, il écoute la servante des brigands raconter à la prisonnière la fable des amours d’Eros et de Psyché. Dans la littérature orale des Imazighen, nous avons une autre version du conte/mythe, mais dénué de sa charge mythologique. C’est l’histoire d’une jeune mariée qui n’a jamais vu le visage de son mystérieux époux nommé «Tinaxda». Il rentrait la nuit et partait à l’aube, prohibant à sa femme de le voir. En contrepartie, amoureux de sa femme, il la comblait de cadeaux et d’amour. Ses sœurs aînées, jalouses qu’elles étaient du bonheur de leur petite sœur, vont lui conseiller d’essayer de percevoir la forme de l’époux. Une nuit, assurée du sommeil profond de Tinaxda, elle se penche sur lui pour voir sa physionomie. La lampe découvrit des peaux que la jeune commença à déplier tout en chantant, les larmes aux yeux. Arrivée à la dernière (la septième) peau, elle laissa tomber une larme qui brûla le mari endormi. Furieux, il quittera la jeune femme qui doit, afin de récupérer la confiance et l’amour de son époux, accomplir une série d’épreuves dictées par la mère de Tinaxda. A la fin, ils vivront ensemble et auront beaucoup d’enfants.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Nous avons le même enchaînement de faits dans le conte de L’Ane d’or: «Exposée à un monstre qui l’emmène dans un palais enchanté où il la comble de bonheur sans que toutefois elle ait le droit de voir de ses yeux son fabuleux époux. Quand elle obtient une entrevue avec ses sœurs jalouses, celles-ci la poussent à tuer le monstre; armée d’un poignard et d’une lampe, Psyché se penche sur Eros; de stupeur, elle laisse tomber une goutte d’huile bouillante sur l’épaule du dieu. Celui-ci la chasse. Pour retrouver Eros, une série d’épreuves dictées par Vénus, parmi lesquelles une descente aux Enfers; et finalement elle épouse Eros, de qui elle a une fille du nom de Volupté.» (cf. Encyclopédie Berbère).</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Maintes questions se posent alors, nous allons nous satisfaire de quelques-unes :</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> -Comment fonctionne-t-il ce conte emboîté au sein de l’histoire de L’Ane d’or?</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> -Quelle est la première source du conte: le grec, le latin ou tamazight?</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> -Pourquoi avons-nous le conte de Tinaxda dans sa forme démythifiée?</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Revenons à l’histoire du jeune Lucius métamorphosé en âne. Il s’évadera ensuite pour se retrouver monture d’un fermier, d’un jardinier, d’un soldat, d’un pâtissier et d’un cuisinier. A la fin, Lucius retrouve sa forme humaine après avoir ingurgité une rose, et se convertit à la religion d’Isis pour connaître définitivement la «salvation».</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Ce voyage, de nature picaresque, sert à décrire surtout l’entourage socio-politique de l’époque. Si le protagoniste de L’âne d’or est la représentation de l’homme dans ses conflits intérieurs, le narrateur apparaît comme un grand alchimiste des mots et des scènes qui narrent l’histoire d’une métamorphose de l’homme en âne, alchimie parfaite qui veut «dire» l’infinie curiosité du protagoniste (l’écrivain). Encore, avons-nous un grand nombre de récits et contes cités; l’emboîtement y est également parfait: il unit dans un même récit amour et haine, dévotion et trahison, fidélité et frivolité, vertu et vice, respect et inceste, tragique et comique, foi et libertinage, et des personnages disparates comme riche et pauvre, brigand et paysan, soldat et commerçant, mégère et vierge, matrone et sorcier… (métamorphoses connues dans les contes nord-africains, influence sur l’écrivain). La métamorphose est nécessaire pour rechercher la vérité des choses; le fait (ou l’objet) se trouve vu / perçu en conséquence d’angles différents. Contrairement à la métempsycose qui est une mutation irréversible, la métamorphose de Lucius est un procès réversible.  C’est pourquoi, nous avons le titre mis au pluriel, alors que le récit ceint une métamorphose cyclique, en un aller-retour: homme-âne-homme. N’est-ce pas là, en plus de la métamorphose du protagoniste, celle de l’écrivain qui est bien sûr cité, dans une scène autobiographique, à la fin de l’histoire?</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> <strong style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">VI – L’Ane d’or, un auto-commentaire idéologique</strong></div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Tout d’abord, où s’arrête le linguistique dans le roman d’Afulay ? Où commence le social? Où peut-on étudier le linguistique et non le social? Enfin, ne faut-il pas considérer le linguistique comme une partie du social ou vice versa? Certes, le social et le linguistique forment une même et cohérente entité, comme l’avers et le revers d’une monnaie. Il est catégoriquement impossible de parler de l’aspect langagier / linguistique sans se référer au social, et vice versa. Car l’œuvre d’Afulay s’apparente à une croisade poétique, politique, sociale, culturelle et métaphysique. En général, l’hsitoire de Lucius se veut une expérience idéologique qui déstructure les ressorts internes de la réalité, voire du langage, afin de reconstruire un discours critique amazigh.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> La formation de l’artiste se fait progressivement par l’influence de l’écrit (ce qui constitue l’étranger, (le «médiat» ) et par le vécu (sa culture maternelle, l’immédiat). Souvent, les grandes œuvres ne sont que des reproductions du vécu, de la tradition et de la culture mère. Là, nous pouvons parler de l’insertion de l’authenticité dans le cas d’un écrivain qui n’écrit pas dans sa langue maternelle; tout ce qui est original émane de la langue et de la culture maternelles.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Dans l’exemple de L’Ane d’or, il peut être que cette originalité soit manifeste dans la conception du monde qui se précise dans les tribulations de l’âne. Il y a là précisément des thèmes qui peuvent résumer la désorientation de l’être amazigh ou plutôt sa désintégration au sein des remous de l’époque décrite (des brigands, des chevaliers, des montagnards violents…). Par cette vision du monde, le texte devient non seulement une critique de l’existence et de la société, mais également un discours strictement idéologique (la victoire de l’amour pur dans le récit emboîté, et la réincarnation de l’homme pour le récit principal). En outre, quel serait le trait qui maîtrise la vision du monde chez Afulay? Souvent, l’imprévisible représente un élément prédominant dans le roman. Parfois, c’est l’incertain qui pousse l’écrivain à créer: il y a investissement du possible, du hasardeux et de l’imprécis sans désocialiser le roman. C’est pourquoi tout texte, de n’importe quel genre ou typologie, s’offre au lecteur comme un corps chargé idéologiquement, véhiculant un discours précis par le biais du personnage, du narrateur, du texte et de l’auteur qui sont des entités significatives importantes.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> D’ailleurs, le protagoniste de L’Ane d’or, par ses actes et spéculations infinies, remet en question  toute la société du II siècle. Lucius, bien sûr après l’écrivain, voit sa tâche de jeune curieux vis-à-vis de la société se réduire à mener une recherche du savoir. Ainsi, tout acte se présente en tant que fait critique; parallèlement toute insertion poétique de l’auteur se situe du côté de la réalité, vouée à son analyse.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> L’idéologie non seulement préexiste au discours mais également existe au sein de la fiction. Là, elle retrouve une parfaite et adéquate «concrétion». L’auteur ne représente alors qu’un ensemble de faits qui peuvent charrier facilement tout son message vers son lecteur. Une telle représentation démontre l’essence de la conscience partagée entre l’auteur et le lecteur dont les rapports sont essentiellement de nature idéologique; les déstructurer aide l’interprétation à aboutir à d’importants résultats. L’acte d’écrire est essentiellement «lire le réel» et le représenter dans un projet qui ordonne la réalité avant de l’organiser en un système le texte. Tout comme la représentation implique l’idéologie, l’image finie du réel n’existe pas dans l’œuvre des deux écrivains. Il y a plutôt un jeu de réduction.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> L’idéologie de l’écrivain réside ainsi dans la structuration de son projet: une œuvre modèle où toute la pensée de l’auteur est mise à nu. En général, la culture se trouve explorée méthodiquement dans ses différentes manifestations. A ce niveau, L’Ane d’or se définit comme un roman par excellence nord-africain, il y est question de l’histoire d’une situation socio-économique en pleine agitation. Une précision historique: le roman est écrit avant la contestation de l’ordre romain, avec l’avènement de Marc Aurèle. Sous ce règne allait commencer l’insurrection des Maurétaniens.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Enfin, la charge idéologique dévoile la part occupée par l’auteur dans un texte, mais implique une structure kaléidoscopique de l’Autre. Afin de rechercher les corrélations entre le moi de l’écrivain et le roman, l’on suppose que cet ego, parallèlement à la fiction, se présente comme un réel positif, c’est-à-dire une structure première où l’origine apparaît implicitement dans les deux espaces, dotée d’une forme, bien sûr, antérieure à la forme finale (littéraire).</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> <strong style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">VII – Quelques figures…</strong></div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Prenons hâtivement quelques exemples afin d’illustrer cette insertion des éléments-symboles (formes et contenus) dans le roman, cherchons également leurs significations culturelles:</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> *L’âne / aghyul: Le protagoniste se métamorphose en âne au lieu d’un volatile (oiseau). Cette mutation répond parfaitement à l’état psychique de Lucius qui est doté d’un esprit volage et hédoniste. Seulement, pourquoi le choix de l’animal «âne» pour narrer une histoire partagée entre l’imaginaire et le réel? La source reste la culture amazighe où cet animal symbolise à la fois la stupidité, mais aussi la malice (cf. à «azedjif n weghyul»), à l’encontre de l’oiseau qui symbolise la légèreté et la frivolité (cf. à «azedjif  n wejdid ou n tejditt »). De là, cette métamorphose de Lucius présuppose la tendance à la maturité…</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Sur l’intelligence de l’âne, nous lirons un passage «culturellement amazigh»: «L’autre âne, devinant mon intention et me devançant, se mit tout à coup à feindre une extrême fatigue, se laissa tomber avec toute sa charge et resta étendu, comme mort; ni les coups de bâton, ni les coups d’aiguillon, ni les tractions exercées en tous sens sur sa queue, ses oreilles, ses pattes pour le soulever ne parvinrent à en tirer un effort pour se mettre debout, jusqu’au moment où, lassés d’espérer en vain, les brigands, après avoir tenu conseil, décidèrent de ne pas retarder leur fuite (…) tirèrent l’épée et lui tranchèrent les jarrets, enfin, ils le tirèrent un peu à l’écart du sentier et le précipitèrent, respirant encore, du haut d’une pente (…) Alors, moi,, réfléchissant au triste sort de mon malheureux camarade, je décidai de renoncer aux ruses et aux fourberies et de servir mes maîtres en âne sans reproche» (p.94)</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Rappelons une série de proverbes/expressions amazighs qui se rapprochent de cette scène d’âne rétif :</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> <em style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">– Sekk aghyul, sekk imejjan-nnes.</em></div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> <em style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">– Yecca anect min yecca weghyul di tsawent.</em></div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> <em style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">– Ma ad ac arigh s udar n weghyul?!</em></div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> <em style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">– Yena-s weghyul: wenni day-i a yartan, ad yecc adan-inu.</em></div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> <em style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">– Ij ighars i weghyul, ij yazu-t.</em></div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> <em style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">-Yemmut weghyul deg uqemmum n yifri.</em></div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> <em style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">– Yeshundart weghyul, yiwedv rhimran i yighyar.</em></div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> <em style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">– Ar ad yesghuyy weghyul di rebhar.</em></div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> <em style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">– Itacem aghyur, itsedha tbarda.</em></div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> <em style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">– Tittawin n wgheyur deg arden.</em></div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> <em style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">– Sennej i wur, sadu wur, am tbarda x weghyul.</em></div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Ces citations montrent d’une part l’importance de cet animal au sein de la société amazighe, et d’autre part ses diverses significations allégoriques (quel’écrivain exploite dans la fiction). Bien que l’animal se présente sans parole, il narrera maints événements, décrira des scènes, expliquera des intrigues, élaborera des satires violentes, réfléchira profondément… De même, quoique l’âne représente l’instinct sexuel, il «réfractera» mieux l’image de l’homme qu’il a été auparavant. Cette métamorphose l’emmènerait à délaisser l’univers hédoniste, c’est-à-dire ce comportement quotidien guidé par la passion, à embrasser le raisonnement: ainsi les descriptions et les explications abondent dans le texte. Au fil de son raisonnement, notons que le  lecteur découvre une étude sociale et culturelle de l’époque (II siècle).</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> *Le hibou / muka: Le hibou, animal nocturne et désignant une personne solitaire, est considéré chez les Imazighen comme un présage du malheur, surtout de la mort. Il désigne également la laideur et la vieillesse. Nous lisons dans le roman d’Afulay : «Quel bel, quel aimable amoureux pour le plaisir d’une femme, qu’un hibou! D’ailleurs, ne voyons-nous pas que l’on a grand soin de capturer ces oiseaux de nuit, lorsqu’ils ont pénétré dans une maison, et qu’on les cloue sur la porte, afin d’expier, par leur propre supplice, la catastrophe dont ils menacent les habitants par leur vol de mauvaise augure?» (p.86)</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Citons deux expressions populaires en tamazight sur l’oiseau :</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> – <em style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">Yegga muka.</em> (pour dire de quelqu’un qu’il est solitaire.)</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> <em style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">– Mara gherben-c ijdedd all rharr ghef muka.</em></div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Ici, nous remarquons que cet animal est depuis longtemps persécuté par les nord-africains.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> *Le puits / anu: Source de la vie, le puits désigne l’essence. Un puits plein d’eau représente le bonheur pour les paysans car il assure la survie. Synonyme également de l’absent, le puits est un lieu mystérieux où habitent les démons. De même, nous avons l’expression «Wda deg wanu» pour dire «Se suicider» (cf. Les chansons populaires). Dans L’Ane d’or, nous lisons:  «elle tourna sa colère contre son propre sang: s’entourant d’une corde, elle attacha  contre elle, avec ce même lien, le petit enfant qu’elle avait eu de son mari, quelque temps auparavant, et se jeta dans un puits très profond» (p.192) Cette forme de suicide, faisant partie du rituel amazigh, est souvent choisie par une femme trompée par son mari.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Voilà l’occurrence du terme «anu» dans une expression figée :</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> <em style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">-Yeggûrar yejja azru yewdva deg wanu.</em></div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Ici, il est synonyme de l’infini, de l’origine.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> *Le rêve / turjit: A chaque peuple correspond une philosophie «onirique», un mode de rêver (en tant que production), tout  comme une manière de lire (en tant que réception).</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Nous lisons: «ne te laisse pas terrifier par les vaines images des songes. Car, non seulement l’on considère comme mensongères les images qui viennent pendant un sommeil de jour, mais encore les rêves nocturnes annoncent bien souvent le contraire de ce qu’ils représentent; Ainsi, pleurer, être battue, parfois même être égorgée présagent gains et heureux profits; au contraire, rire, s’emplir le ventre de bonbons et de douceurs ou s’unir à quelqu’un pour goûter le plaisir de la chair signifieront que la tristesse, la maladie, et autres maux vont vous tourmenter.»» (p.110) Là, nous avons également une explication amazighe des rêves: le négatif dans le rêve renvoie au positif dans le réel.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Précisément, sur cette opposition réel / rêve, l’on dit:</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> <em style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">– Meolik aqzin war itarja itett trid, itiri yemmut.</em></div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Ceci est propre aux rêveurs qui croient aux récits * *La référence identitaire: Dans le roman, le lecteur découvre un personnage nommé «Barbarus» dont les infidélités de sa femme sont narrées (p.211), identiques à celles que l’on raconte dans les  contes amazighes. De même, le terme «barbare» est cité dans les paroles d’un berger près de sa femme blessée lors d’une fuite, attaqués par une tribu: «Pourquoi attaquez-vous si cruellement de malheureux voyageurs dans la peine? Pourquoi les lapidez-vous? Quel butin visez-vous? Quel tort prétendez-vous venger? Vous n’habitez pourtant pas des cavernes de bêtes féroces ou des rochers, comme des barbares, pour prendre plaisir à répandre le sang humain?» (p.189) La notion de «barbare» (désignant également le «maure») s’y trouve débattu, voire indirectement mise en question.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Citons un autre passage important à analyser: «Alors, mettant sa main droite sur moi, le vieillard, avec bonté, me conduit aussitôt devant la porte de l’imposant sanctuaire; et, après avoir célébré selon le rite solennel la cérémonie de l’ouverture et accompli le sacrifice du matin, il tire d’un lieu secret, au fond du saint des saints, certains livres écrits en caractères mystérieux, les uns portant des figures d’animaux de toutes sortes qui symbolisaient en abrégé les formules rituelles, les autres renfermant un texte noté avec des signes compliqués, arrondis en forme de roues avec des traits en spirale comme des vrilles de vigne qui en défendaient la lecture contre la curiosité des profanes. Après les avoir consultés, il m’indique ce que je devrai obligatoirement préparer pour servir à l’initiation.» (p.276) De quelle écriture s’agit-il au fait? Ces roues, ne seraient-ils pas les «b», «c», «o», «h», «r», «s» et «*» en tifinagh? Et ces spirales, ne seraient-ils pas les «d», «g», «f»,«k», «p», «h», «i», «q», «l»,  «w», «x», «y» et «z»? Ce qui renforce notre hypothèse, c’est la description géométrique de l’écriture tifinagh; ces deux formes structurent totalement l’«imaginaire écrit» des Imazighen!</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> A la fin du roman, le protagoniste «cesse d’être Corinthien  pour devenir citoyen de Madaure (Madaurensis). En s’identifiant ainsi avec son personnage, Afulay suggère qu’il n’était pas indifférent aux péripéties antérieurement rapportées, que la destinée de Lucius lui tenait à cœur, et qu’il entendait en tirer des enseignements profitables: il joue en somme les propagandistes de la religion isiaque et, par là, combat peut-être le christianisme qui, à l’époque, se répandait rapidement en Afrique. Le bruit courait dans ce pays que les chrétiens adoraient un dieu à tête d’âne. Le salut de Lucius pouvait par conséquent être interprété comme celui d’une âme momentanément abusée par la «superstition» chrétienne.» (Encyclopédie berbère, p. 824) Là, nous dirons qu’il y a non seulement la  récupération de son être profond, mais aussi l’investissement implicite de l’amazighité.</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> <strong style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">En conclusion…</strong></div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> Il s’avère, pour montrer l’amazighité du texte romanesque, indispensable d’analyser l’entourage socio-politique qui a été derrière l’engendrement de cette littérature. L’Ane d’or n’est pas un texte picaresque, mais plutôt roman initiatique. Son odyssée, en plus de sa signification spatiale, est totalement étatique (de métamorphoses culturelles, identitaires et ontologiques).</div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; direction: ltr; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> <strong style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">Hassan Banhakeia</strong></div> <div style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin-bottom: 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> </div> <strong style="background-color: white; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #333333; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 22px; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px; text-align: start;"></strong><br /> <div class="box shadow aligncenter" style="-webkit-box-shadow: rgba(153, 153, 153, 0.6) 0px 0px 5px; -webkit-text-stroke-width: 0px; background-color: #f6f6f6; border: 1px solid rgb(221, 221, 221); box-shadow: rgba(153, 153, 153, 0.6) 0px 0px 5px; box-sizing: border-box; clear: both; color: #333333; font-family: 'Droid Sans', Arial, Verdana, sans-serif; font-size: 14px; font-style: normal; font-variant: normal; font-weight: normal; letter-spacing: normal; line-height: 22px; list-style: none; margin: 0px auto 20px; orphans: auto; outline: none; padding: 20px; text-align: start; text-indent: 0px; text-transform: none; white-space: normal; widows: 1; word-spacing: 0px; word-wrap: break-word;"> <div class="box-inner-block" style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; min-height: 50px; outline: none; padding: 0px;"> <i class="fa tie-shortcode-boxicon" style="-webkit-font-smoothing: antialiased; border: 0px none; box-sizing: border-box; display: inline-block; float: left; font-family: FontAwesome; font-size: inherit; font-stretch: normal; font-style: normal; font-variant: normal; font-weight: normal; line-height: 1; list-style: none; margin: 0px 0px 0px -70px; outline: none; padding: 0px; text-rendering: auto;"></i><strong style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;"><div style="direction: ltr; text-align: justify;"> <strong style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px;">À propos de l’auteur :</strong></div> </strong><div style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px 0px 20px; outline: none; padding: 0px;"> </div> <figure class="wp-caption alignleft" id="attachment_1232" style="border: 0px none; box-sizing: border-box; float: left; font-style: italic; line-height: 18px; list-style: none; margin: 0px 25px 5px 0px; max-width: 100%; outline: none; padding: 0px; text-align: left; width: 150px;"><div style="direction: ltr; text-align: justify;"> <a href="http://www.inumiden.com/bab/wp-content/uploads/2015/06/hassan_benhakia.jpg" style="-webkit-transition: all 0.2s ease-in-out; border: 0px none; box-sizing: border-box; color: #444444; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px; text-decoration: none; transition: all 0.2s ease-in-out;"><img alt="Dr. Hassan Benhakia" class="wp-image-1232 size-thumbnail tie-appear" height="150" src="http://www.inumiden.com/bab/wp-content/uploads/2015/06/hassan_benhakia-150x150.jpg" style="-webkit-transition: all 0.4s ease-in-out; border: 0px none; box-sizing: border-box; height: auto; list-style: none; margin: 0px; max-width: 100%; opacity: 1; outline: none; padding: 0px; transition: all 0.4s ease-in-out; vertical-align: middle;" width="150" /></a></div> <figcaption class="wp-caption-text" style="border: 0px none; box-sizing: border-box; direction: ltr; list-style: none; margin: 0px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;">Dr. Hassan Benhakia</figcaption></figure><div style="border: 0px none; box-sizing: border-box; list-style: none; margin: 0px 0px 20px; outline: none; padding: 0px; text-align: justify;"> </div> <div style="direction: ltr; text-align: justify;"> Né en 1966 à Nador dans la région du Rif, titulaire d’un doctorat sur la littérature française du XX siècle en 1994 (université Paris VIII). L’auteur est actuellement enseignant-chercheur à L’université de Nador au Maroc.</div> <div style="direction: ltr; text-align: justify;"> Hassan Benhakeia est l’auteur de plusieurs études/recherches sur la littérature amazighe. Il a récemment participé au colloque internationale « Apulée de Madaure » qui a eu lieu à Thagast (Souk-Ahras) en Juin 2015 </div> </div> </div> </div>

Afulay, l’écrivain amazigh

0 2:39 م

Source: http://www.inumiden.com/afulay-lecrivain-amazigh/ L’étude suivante répond essentiellement à deux motifs, d’une part à une absence manifeste des études qui traitent des rapports qui unissent l’héritage oral amazigh à la littérature écrite par… مزيد من المعلومات »

مزيد من المعلومات »