GuidePedia

0

د. جميل حمداوي.

تمهيــــــد:

إذا كانت منطقة الريف بالمغرب الأقصى قد عرفت تراكما كبيرا على مستوى الشعر بأكثر من واحد وعشرين ديوانا شعريا، وكانت هذه الدواوين من إنتاج أكثر من 17 شاعرا، وهم: فاظمة الورياشي، ومايسة رشيدة، ومصطفى بوحلسة ، وكريم كنوف، ونجيب الزوهري ، وسعيد مساوي، والحسن المساوي، وعبد السلام السمغيني، وعائشة بوسنينة ، ومحمد والشيخ، وأحمد الزياني، ومحمد شاشا، ومحمد أسويق، وسعيد الفراد ، وعبد الله المشهوري، وأحمد الصديقي،وسعيد أقوضاض، فإن المسرح بدوره قد حقق تراكما إنتاجيا كبيرا على مستوى العروض مع فاروق أزنابط وفؤاد أزروال وفخر الدين العمراني وشعيب المسعودي وسعيد المرسي وعبد الواحد الزوكي ونعمان أوراغ وعمرو خلوقي وعلي تايتاي وسعيد سعيدي..... بيد أن الرواية ( أونگال Ungal ) والقصة القصيرة (تينفاسTinfas )، والحكايات(ثيحوجا)، والأمثال(رمعاني) لم تحقق بعد التراكم المطلوب كالذي نشهده في مجال الشعر ( الإيزري) والمسرح(أمزگون) لأسباب ذاتية وموضوعية لاداعي للخوض فيها في هذا المقال الموجز.

أ/ القصة القصيرة الأمازيغية:

من المعروف أن القصة القصيرة الأمازيغية بمنطقة الريف لم تظهر إلا في منتصف التسعينيات وبالضبط في سنة 1994م مع المجموعة القصصية" رحمراث ثامقرانت/ السيل الجارف" لبوزيان موساوي ، لتعقبها مجموعة من الأعمال القصصية الأمازيغية في سنوات التسعين كمجموعة " رحريق ن تيري/ ألم الظل" لمصطفى أينيض التي نشرت سنة 1996م ، والمجموعة القصصية التي ألفها ميمون الوليد تحت عنوان" تيفادجاس/ الخطاطيف"، سنة 1996م، ومجموعة عائشة بوسنينة التي كانت بعنوان " ثيقصيصين ناريف ءينو/قصص من الريف" ، ونذكر كذلك مجموعة محمد شاشا"ءاجضيض ءومي گين شالواو/ العصفور الذي سمي بشالواو"، ومجموعة محمد بوزكو" ءيفري ن عونا/ مغارة عونا"، ومجموعة سعيد بلغربي" أسواظ يبويبحين " التي صدرت سنة 2006م، ومجموعة مايسة رشيدة المراقي التي عنوانها" ءيزرمان تادجست/ ضفائر الظلام" الصادرة عن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.

وهناك مجموعة من القصص القصيرة منشورة في مجلات وجرائد أمازيغية ، ومن بين كتاب القصة القصيرة أيضا نستحضر: القاص ميمون أمسبريذ الذي ينشر بجريدة تاويزا.

وإليكم الآن ببليوغرافية هذه القصص بإيجاز:

1- " رحمراث ثامقرانت" لبوزيان موساوي:

ظهرت مجموعة " رحمراث ثامقرانت/ السيل الجارف" لبوزيان موساوي في سنة1994م عن دار الجذور بأمستردام بهولندا في 68 صفحة، وأظن أن هذه المجموعة القصصية هي المجموعة الأولى التي كتبت بأمازيغية الريف في المنطقة الشرقية من المغرب الأقصى، بيد أن الخط الذي استعان به الكاتب هو الخط اللاتيني.

2- "رحريق ن تيري" لمصطفى أينيض :

صدرت المجموعة القصصية الأمازيغية " رحريق ن تيري/ ألم الظل" لمصطفى أينيض سنة 1996م بهولندا، وتضم 88 صفحة، وكتبت المجموعة بالخط اللاتيني.

3- " ثيفادجاس" لميمون الوليد:

طبعت المجموعة القصصية " ثيفادجاس/ الخطاطيف" التي ألفها الوليد ميمون سنة 1996م في مؤسسة أپوليوس بأوتريخت بهولندا. و تحمل المجموعة إلى جانب عنوانها تعيينا جنسيا ألا وهو" ثينفاسTinfas تيقوضاضين/ القصص القصيرة". وتقع هذه المجموعة القصصية في85 صفحة من الحجم المتوسط من مقاس

( 18سم/ 11سم).

وإلى جانب مقدمة مصطفى أدهار، تحوي المجموعة 17 قصة مكتوبة بأمازيغية الريف وبالخط العربي على الرغم من وجود الكتابة الهولندية التي التجأ إليها الكاتب لترجمة المقدمة التي كتبها مصطفى أدهار المسؤول عن مؤسسة أپوليوس.

وتتربع على الغلاف الخارجي للمجموعة القصصية لوحة تشكيلية تجريدية تتجمع فيها الألوان الحارة، والجذور التي تحيل على الهوية والكينونة الأمازيغية، أما في الغلاف الخلفي فنلفي سيرة الوليد ميمون بالهولندية.

3- " أجضيض ءومي گين شالواو" لمحمد شاشا:

كتب هذه المجموعة القصصية التي عنوانها" ءاجضيض ءومي گين شالواو/ العصفور الذي يسمى بشالواو" الشاعر والناقد الأمازيغي محمد شاشا، وطبعت المجموعة بهولندا، وكتبت بالخط اللاتيني.

4- " ءيفري ن عونا" لمحمد بوزكو:

صدرت هذه المجموعة القصصية " ءيفري ن عونا/ مغارة عونا" التي ألفها الشاعر والمسرحي محمد بوزكو عن مطبعة تريفة ببركان بالمغرب الشرقي سنة 2006م. وتضم هذه المجموعة القصصية سبع قصص قصيرة في 64 صفحة من الحجم المتوسط. ومن بين هذه القصص السبع: أبريذ، وإيفري ن عونا، وتاسارت، ومانكو، وثانمراشت، وأهويش يويران، ورامي ءيداس ءينوفسار ءيخاف ناس. 

هذا، وقد كتبت هذه القصص القصيرة (ثينفاس ) مابين 1996م و200م.

5- " ثيقصيصين ناريف ءينو" لعائشة بوسنينة:

ألفت الشاعرة والقاصة عائشة بوسنينة مجموعتها القصصية"ثقصيصين ناريف ءينو/ قصص قصيرة من الريف" في بداية سنوات الألفية الثالثة عن مطبعة بن عزوز بالناظور، وقد أشرف على طبعها والتقديم لها الدكتور جميل حمداوي.

وتضم المجموعة ثلاث قصص طويلة في 15 صفحة من الحجم المتوسط من مقاس( 14.5سم في 20.5 سم).

ومن القصص التي وردت في هذه المجموعة محند أتكواتش، وقصة جار ثناين ءيشعوران، وقصة ثامزا ءيريران.

أما الخط الذي اعتمد في هذه المجموعة فهو الخط العربي، في حين تحيل الصورة الخارجية للغلاف على جبال الريف الشامخة بتضاريسها الوعرة وقممها الشامخة.

6- "ءاسواض يبويبحين" لسعيد بلغربي:

يستهل الشاب الأمازيغي المغترب سعيد بلغربي حياته الأدبية والثقافية بكتابة مجموعة قصصية تحت عنوان" ءاسواض يبويبحين " الصادرة عن مطبعة تريفة ببركان بالمغرب الشرقي في 89 صفحة من الحجم المتوسط من مقاس(13.5 سم في 20سم).

ويضع الكاتب مجموعته الإبداعية تحت خانة تجنيسية وهي:"تينفاس ثيقوضاضين". وقد تولت الشاعرة الأمازيغية الريفية مايسة رشيدة المراقي تقديم هذه المجموعة إلى القراء ويحوي الكتاب 25 قصة قصيرة.

وزين الغلاف الخارجي للديوان بلوحة أيقونية تتمثل في حرف الزاي الدال على تيفيناغ والهوية الأمازيغية لغة وكتابة، بيد أن العمل كتب بالحرف اللاتيني، في حين نجد الغلاف قد كتب بخط تيفيناغ.

7- "ءيزرمان تاجست" لمايسة رشيدة المراقي:

بعد تجربة الشعر والكتابة الصحفية، تنتقل مايسة رشيدة المراقي إلى كتابة القصة القصيرة بإصدار مجموعتها المعنونة بــ"ءيزرمان تادجست/ ضفائر الظلام" ضمن منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالرباط سنة 2006م، وتحوي هذه المجموعة 13 قصة قصيرة.

هذا، وتحمل اللوحة الخارجية للغلاف أجواء رومانسية يدل على ذلك أيقون المرأة الريفية بزيها الحضاري الموروث والبحر الأزرق الصافي الذي يحيل على الانفتاح والعلاقة الحميمية التي توجد بين الأمازيغي الريفي والبحر الذي يحيط به.

ب/ الحكاية الأمازيغية:

1/ " ثيحوجا نا ّريف" لعائشة بوسنينة:

تعد عائشة بوسنينة على حد علمي المبدعة الأمازيغية الأولى التي أصدرت في الريف كتابا في الحكايات والأحاجي تحت عنوان "ثيحوجا نالريف/ الحكايات الريفية"، وذلك في بداية الألفية الثالثة. وقد طبع الكتاب في مطبعة بن عزوز بالناظور في 17 صفحة من الحجم الطويل.

هذا، ويضم كتابها السردي الإبداعي أربع حكايات طويلة ، وهي:" لفيل ءاتكتوفين"، و" ثمغارث ثاريفاشت"، و" عاكشا ءومجار"، و"رقروذ ذي رغاباث"، و" معنان". أما تقديم الكتاب فقد وضعه الناقد الأمازيغي الدكتور جميل حمداوي .

ومن المعلوم أن عائشة بوسنينة شاعرة الريف وقصاصته المبدعة، أتت من مجال الشعر إلى عالم القصة والإنتاج السردي. فبعد ديوانها الشعري الأول"عاذ ءاخافي ثارزوذ/ستبحث عني"، ستكتب الشاعرة مجموعة حكائية بعنوان:" ثيحوجا نالريف"، لتدشن بذلك تجربة إبداعية جديدة قوامها تجريب الريشة الفياضة في عالم الحكاية والقصة. واختارت بذلك مواضيع متنوعة ، إذ امتحت في مجموعتها من معين الأدب الرمزي، عندما وظفت الكائنات الحيوانية رموزا بشرية وإنسانية للحديث عن مواضيع معاصرة على غرار ابن المقفع في كتاب:" كليلة ودمنة" ، والكاتب الفرنسي لافونتين في حكاياته الخرافية" les fables ".

وتتجلى هذه الرمزية في قصتها الطفولية العجائبية "غابة القرود/ رغابث ن قرود". كما وظفت قصصا فانطاستيكية قوامها خرق الواقع والانزياح عنه باستشراف اللاواقع كما هو الحال في قصة "عكشة ءومجار/عكشة المنجال"، بله عن مواضيع اجتماعية ووطنية وإنسانية كما يبدو ذلك واضحا في قصة" معنان" الطويلة. وبهذا تكون مجموعة عائشة بوسنينة متنوعة وثرية من حيث المضامين والأشكال، واستفادت تقنيا من طرائق السرد الكلاسيكي والحديث ومن مقومات أدب الأطفال.

ومن المعروف أيضا أن عائشة بوسنينة شاعرة الدفء العائلي والحنان الإنساني والحب الطفولي، توظف عاطفتها الجياشة النبيلة في مجموعتها القصصية لتنشد السلام والهدوء والفضيلة والقيم العليا ، ولتوجه إلى الأطفال رسالة نبيلة من سماتها الحنان والعطف والرأفة مع نصحهم بالحفاظ على البيئة ، وتوجيه رسالة أخرى إلى الكبار لتمثل القيم السامية ونبذ الطمع والأنانية والحقد والكراهية.

وبهذا تكون عائشة بوسنينة أولى مبدعة تكتب القصة وتنشرها في مجموعة مستقلة بعد مجموعة وليد ميمون التي نشرها في هولندة. وبهذا تحظى بالريادة والسبق في مجال النشر الحكائي في منطقة الريف.

وأخيرا نؤكد بأن عائشة بوسنينة دخلت مجال الإبداع الشعري والقصصي والحكائي من باب الموهبة والفطرة والجبلة. وكم أعطتنا هذه الطبيعة الفطرية من مبدعين ومبدعات بلغوا أو بلغن مكانة مرموقة في مجال الإبداع الفني والأدبي بالخصوص!

2- El Ayoubi, M: Les merveilles du Rif:contes Berbères, 2000;

كتب محمد الأيوبي مجموعة من الحكايات الفانطاستيكية الريفية التي جمعها في كتابه:" عجائب الريف: حكايات بربرية"، وطبع الكتاب سنة 2000م.

ج/ الرواية الأمازيغية بالريف:

لم تظهر الرواية الأمازيغية في منطقة الريف إلا في وقت متأخر وذلك في سنة1997م مع محمد شاشا في روايته" غزطابوءادتفاغ ثفوشت"، لتعقبها رواية ثانية لمحمد بوزكو سنة 2001م بعنوان"ثيشري خ ثامان تسارافت". بيد أن الرواية السوسية سبقت نظيرتها الريفية منذ سنة 1994م مع المبدع علي إيگن الذي نشر روايته الأمازيغية بلهجة سوس بعنوان:" Assekkif n Inzaden / حساء الشعرية" . وقد أعاد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية طبع هذه الرواية سنة 2004م في 74 صفحة من الحجم المتوسط، وقد حصلت هذه الرواية على الجائزة الأولى في الإبداع الأدبي لمولود معمري في تيزي وزو سنة 1995م. ويصدر الحسين أزرگي سنة 2004م روايته " أغروم ن ءيحاگاران/ خبز الصقور" Aghrum n Ihaqqaren . وفازت هذه الرواية السوسية بالجائزة العالمية للإبداع الأدبي الأمازيغي لسنة 2004م بجامعة غرناطة بإسپانيا. وسينشر محمد أكوناض سنة 2004م روايته " توارجيت ي إيميك / نزر يسير من الحلم" (Tawargit d Imik ، وروايته" إيجيگن ن تيدي/ Ijjjigen n tidi التي صدرت سنة 2007م عن مطبعة أقلام بأگادير. 

وإذا كانت منطقة سوس تتوفر اليوم على تسع روايات أمازيغية، فإن منطقة الريف لاتملك سوى أربعة نصوص روائية. وبذلك تكون الرواية الأمازيغية بالريف متأخرة كثيرا على مستوى الكم والتراكم عن نظيرتها العربية في نفس المنطقة التي تحظى بـــ17 نصا روائيا لكل من محمد شكري، وعمرو والقاضي، وميمون الحسني، ومصطفى الحسني، وحسين الطاهري، وعبد الحكيم أمعيوة، وبشير القمري، وعبد الله عاصم، وميمون جمال كبداني، ومحمد الأشعري.

وإليكم هذه الروايات الأمازيغية المكتوبة بمنطقة الريف:

1/ "غّز طابو ءادتفاغ ثفوشت" لمحمد شاشا:

ظهر أول نص روائي أمازيغي ريفيUngal بعنوان" غّز طّابو ءاد تافاغ تفوشت/امضغ الطابو ستخرج الشمس" للمبدع المغترب محمد شاشا الذي يعيش في هولندا إلى جانب مجموعة من المبدعين كأمنوس وميمون الوليد ومحمد والشيخ .

ومن المعلوم أن الرواية من منشورات مطبعة الجذور (إيزوران) بهولندا سنة 1997م، والعمل نص روائي طويل مكتوب بالخط اللاتيني في 295 صفحة من الحجم المتوسط.

2/ " ثيشري خ ثما نتساريفت" لمحمد بوزكو:

أصدر محمد بوزكو روايته الأولى سنة 2001م بعنوان:" ثيشري خ ثما ن تاسارّيفت/ TICRI X TAMA N TASARRAWT" في 123 صفحة من الحجم القصير عن مطبعة طريفة ببركان (المغرب)، وقد كتبت الرواية بالخط اللاتيني.

ويسرد الكاتب في هذه الرواية تاريخ أحد المناضلين الوطنيين الذين هاجروا إلى فرنسا ، وهو عمر الرداد الذي اتهمته فرنسا بقتل مشغلته جزلين مارشال سنة 1994م ، بيد أنه في الحقيقة لم يقتلها، بل كان إنسانا مظلوما بريئا ، مما جعلت فرنسا في الأخير تفرج عنه سنة 1998م .

3/ تاسريت ن ءوزرو" لمايسة رشيدة المراقي:

أصدرت مايسة رشيدة المراقي سنة 2001م روايتها الأولى تحت عنوان:" تاسريت ن ءوزرو/عروسة الحجر" عن مطبعة مؤسسة النخلة بوجدة في 307 صفحة من الحجم الطويل. وبهذا تكون أكبر نص روائي أمازيغي ريفي من حيث الحجم. 

هذا، وقد تذيلت الرواية بمعجم أموال فرنسي عربي، كما أنها مكتوبة بالخط اللاتيني.

4/ " جار ءو جار" لمحمد بوزكو:

ظهرت رواية " جار ءوجار/ بين ...بين" لمحمد بوزكو في سنة 2004م في 80 صفحة عن مطبعة تريفة ببركان، وقد كتبت الرواية بالخط اللاتيني.

و تعد هذه الرواية مرآة للحياة الريفية اليومية، لأنها جسدت البطالة والفقر والجوع ، وصورت ضياع الشباب الريفي بين إلدورادو الأورپي والمغرب المنهوك بأزماته الاقتصادية والاجتماعية. وينتقل الكاتب بعد ذلك إلى المقابلة بين الأجيال الماضية التي مازالت تحترم التقاليد والعادات الموروثة، والأجيال المعاصرة التي انفتحت على حداثة الغرب ومواضعاته الحضارية. ويسلط الكاتب أيضا الضوء على مشكل يؤرق الريفيين عموما وهو مشكل الهوية والمثاقفة.

د/الأمثال الأمازيغية:

يسمى المثل في الثقافة الأمازيغية بعدة مصطلحات تختلف من منطقة إلى أخرى، ومن هذه المسميات نستحضر: " رمعاني"، و"إمذياثان"، و" أمگناو/إمگناون"، و " ثاخوريست/ ثيخوريزين" ، و" أمتير". ونجد في لغة تاشلحيت كلمتين مأخوذتين من اللغة العربية وهما: " إميتيل/ إماتال "، و" معنى / معاني" . أما في تامازيغت، فكلمة المثل لها ثلاث مسميات وهي: إيمعنى،إيمعنات"، وأداج، وإميتال.. . وفي اللغة الريفية، نجد "ميتر وميتار وتيمتير"، وكلمة " رمعاني "، و" أمكناو/أمشناو (مثل) comme " ، وتيخوريزين ". وهناك من يسميها بكلمة " أوار ن زمان"، و"تيفاوين" كما عند المبدع السوسي محمد مستاوي.

والمثل كما هو معروف لدى القراء بمثابة عبارة مسكوكة تعبر عن حكمة الإنسان وتجربته العميقة في الحياة، فتتحول الأمثال إلى عبر ودروس وآيات للتمثل والعمل والتطبيق والاقتداء. ومن أهم مكونات المثل: الحكاية، والتجربة الإنسانية، و العبارة المسكوكة، والفائدة، والعمل.

و من المعروف أن مجموعة من المستمزغين قد جمعوا مجموعة من الأمثال البربرية في الأطلس وسوس والريف بالمغرب ، وكذلك في منطقة القبائل بالجزائر، والمناطق الأخرى من تونس وليبيا وبلاد الطوارق وموريطانيا. بيد أن تدوين الأمثال في المغرب قد تم في فترة متأخرة من القرن العشرين لأسباب عدة منها: انحصار الأمازيغية في الخاصية الشفوية، وإقصاء الدولة لكل الخطابات الأمازيغية كيفما كانت طبيعتها. وبالتالي، لم يتم الاهتمام بتدوين التراث الأمازيغي إلا في السبعينيات من القرن العشرين مع مجموعة من الجمعيات الثقافية والهيئات السياسية ومع اعتراف الدولة بالمكون الأمازيغي منذ ظهير أجدير لسنة 2001م الذي أعطى الانطلاقة للدرس الأمازيغي باعتباره مكونا من مكونات الثقافة الوطنية.

وإذا كان تدوين الأمثال بالريف قد تم في فترة متأخرة ( 2004م)، فإن السوسيين كانوا سباقين إلى التدوين منذ سنة 1980م حينما سارع محمد مستاوي إلى إصدار مجموعة من الأمثال الشعبية الأمازيغية بعنوان:" نان ويلي زرينين/ قال الأولون" التي نشرتها مطبعة الأندلس بالدار البيضاء، وفي المجموعة التي طبعها سنة2002م حيث جمع فيها محمد مستاوي 930 مثل وحكاية معربة، كما أصدر محمد مستاوي أيضا سلسلة " تيفاوين" في ستة أجزاء منذ سنة 1985م إلى 1995م.

وعلى أي، فهذه السلسلة عبارة عن جمع للأمثال والحكايات الأمازيغية السوسية ودراسة لها.

وهناك مجموعة من الدراسات الاستمزاغية حول أدب الأمثال في الريف يصعب تتبعها وحصرها، بيد أن هناك دراسات معدودة من إنجاز أبناء منطقة الريف . ومن الدراسات في هذا المجال نذكر:


1-Fe
and Bentolila : Proverbes berbères, 840 proverbes du Rif du Haut et Moyen Atlas, du Zemmours, du Souss, 1993;


جمع المستمزغ الفرنسي فرديناند بنطوليلا مجموعة من الأمثال البربرية من عدة مناطق مغربية، منها: الأطلس المتوسط والأطلس الكبير ومنطقة الريف ومنطقة زمور ومنطقة سوس. وطبع كتابه سنة1993م، وقد جمع فيه الباحث 840 مثلا.

2- Mimoun Hamdaoui: Proverbes et expressions proverbiales amazighs (Le Tarifit), première Edition, 2004, Hilal Impression, Oujda;

تعد هذه الدراسة الأولى من نوعها في الحقل الأمازيغي التي انصبت على جمع الأمثال في منطقة الريف ، وقد نشرها صاحبها في سنة 2004م ، وطبعت لأول مرة في مطبعة هلال بوجدة في204 صفحة من الحجم الكبير. وقد جمع فيها ميمون حمداوي، من مواليد زايو بالناظور وأستاذ جامعي في مادة اللسانيات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة، متنا يتكون من 1207 مثل أمازيغي ريفي.

وتتمثل منهجية الباحث في إيراد المثل الريفي وكتابته بالخط اللاتيني، وترجمته حرفيا مع ذكر معناه الدلالي وأبعاده المرجعية والسياقية . وقد كتب الكتاب باللغة الفرنسية ؛ لأن صاحبه أستاذ في الشعبة الفرنسية ومتخصص في اللسانيات الأمازيغية.

3- فاطمة بوزيان :( إمذياثن/الأمثال بالريف) ، مجلة الحوار المتمدن، مجلة رقمية إلكترونية، 21/11/2006، العدد: 1741:

ذكرت فاطمة بوزيان في مقالها القيم مجموعة من الأمثال الأمازيغية التي قيلت بالريف مع ترجمتها إلى العربية، وذكر الحكاية التي تؤطر هذا المثل وتشكله دلاليا ومرجعيا وأخلاقيا.

ومن ثم، فمنهجية الكاتبة في مقالها أنها تورد المثل الأمازيغي الريفي ، وتترجمه حرفيا فدلاليا، ثم تسرد الحكاية أو تبين السياق الذي أفرز هذا المثل مع تبيان مغزاه الاجتماعي والتربوي والأخلاقي.

هـ/ الدراسات النقدية حول السرد الأمازيغي:

ثمة عدة دراسات حول السرد الأمازيغي بمنطقة الريف انصبت حول الأمثال والحكايات والقصة القصيرة والرواية . وإليكم بعض هذه الدراسات:

1/Boughaba Zoubida: Cuentos populares del Rif contados por mujeres cuentacuentos, Madrid, Miraguano ediciones, 19?


2/ A.Renisio: Etude sur les dialectes Berbères des Beni Iznassen, du Rif et Senhaja de Srair, Editions E
est Leroux, Paris, 1932;


3/Moudian .S: Syntaxe des proverbes rifains.Thèse de D.E.S.Université Sidi Mohamed Ben Abdellah, Faculté des Lettres,Fès,1988;

4- محمد أقضاض:( السرد الأمازيغي المكتوب:إرغامات البداية)، مجلة آفاق، المغرب،نوفمبر2006م، العدد:72، صص:99-107؛

5- بوزيان موساوي ( الحكاية الأمازيغية الشعبية المكتوبة:أية مقاربة؟)، مجلة آفاق، المغرب،نوفمبر2006م، العدد:72، صص:109-114؛

6- محمد أقضاض: (مقاربة سوسيوسيمانطقية للحكاية الشعبية في الريف) ، إشكاليات وتجليات ثقافية في الريف، مطبعة أمبريال، سلا،الطبعة الأولى سنة1994م،صص:67-126؛

7- موسى أغربي:( من الحكايات الأمازيغية) ، سؤال الأمازيغية:البناء ، النظرية، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وجدة، رقم39، الطبعة الأولى 200م، صص:21-41؛

8- موسى أغربي: من حكايات البربر الشعبية، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وجدة، رقم:65، الطبعة الأولى 2003م؛

9- محمد أقضاض:(الحكاية الشعبية: قراءة مقارنة) ، مجلة الأدب المغاربي والمقارن، العدد:3-4، منشورات زاوية للفن والثقافة،السنة2، دجنبر2006م، ص:71 -78؛

10- فاطمة بوزيان: ( حضور الحيوان في الحكاية الأمازيغية)، مجلة أفق الثقافية، مجلة رقمية إلكترونية ، الأحد02 يوليو 2005م؛

خاتمــــة:

تلكم هي نظرة موجزة عن تطور الكتابة السردية في مجال القصة القصيرة والحكاية والرواية بمنطقة الريف. وقد رأينا أن الشعراء أو المسرحيين هم الذين يكتبون القصة أو الرواية أو الحكاية مثلما هو حال كل من عائشة بوسنينة، ومحمد شاشا ، و مايسة رشيدة المراقي ، ومحمد بوزكو.

وإذا كانت القصة القصيرة قد ظهرت بسوس سنة 1988م مع حسن إيد بلقاسم بمجموعته " ئماراين" الصادرة عن مطبعة المعارف الجديدة بالرباط،فإن المجموعة القصصية الأولى بالريف كانت لبوزيان مساوي بعنوان" رحمراث ثامقرانت" سنة 1994م. 

ويمكن التأكيد بأن المستمزغين قد سبقوا المبدعين الريفيين المعاصرين إلى جمع الحكايات والأمثال السردية كما فعل رينيزيو Renisio في كتابه" دراسة اللهجات البربرية في بني يزناسن والريف وصنهاجة سراير" المطبوع في مطبعة إيرنيست لورو سنة 1932م بپاريس. وقد ضم هذا الكتاب إلى جانب دراسات في اللسانيات التركيبية والمعجمية أكثر من 50 حكاية شعبية أسطورية وفانطاستيكية وخرافية بربرية من منطقة الريف وبني يزناسن وصنهاجة.

هذا، ويعتبر محمد بوزكو من أكثر المبدعين الريفيين إنتاجا وتراكما في مجال القصة القصيرة والحكاية والرواية إلى جانب محمد شاشا وعائشة بوسنينة. في حين يعد محمد أقوضاض وموسى أغربي وبوزيان موساوي وفاطمة بوزيان من أكثر النقاد في منطقة الريف إنتاجا في مجال السرد : نقدا وتوثيقا وتدوينا.

تاريخ النشر : 2008-02-13

إرسال تعليق

الابتسامات
:) :)) ;(( :-) =)) ;( ;-( :d :-d @-) :p :o :>) (o) [-( :-? (p) :-s (m) 8-) :-t :-b b-( :-# =p~ $-) (b) (f) x-) (k) (h) (c) cheer
انقر لرؤية رمز الإبتسامة
لإدراج التعبيرات يجب إضاف مسافة واحدة على الأقل :d.

 
Top